أظهرت وثائق سرية صادرة من وزارة الداخلية التونسية استطاعت “يورابيا” الحصول عليها اظهار التحالفات الجارية بين أقطاب اعلامية وسياسية بإستخدام المال من أجل اختراق ليبيا وتونس والجزائر، وذلك لمصلحة عبد الحكيم الحاج (سياسي وقائد المجلس العسكري في طرابلس بعد 2011 في ليبيا وهو رئيس حزب الوطن الإسلامي، وكان أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة الإرهابية ومرتبط بقطر) وعلي الصلابي (من قادة الإخوان المسلمين في ليبيا ومرتبط بقطر).
وتظهر الوثائق المختومة بعبارة سري للغاية احداثيات ارسال شفيق جراية (رجل الأعمال التونسي المقرب من نظام بن علي والمسجون حاليا في تونس) بمقالات صحفية عبر البريد الإلكتروني إلى الليبي عبد الحكيم بلحاج عن طريق البريد الإلكتروني، وإن المقالات التي كتبت باللغة الفرنسية تمجد بلحاج وتظهره الرجل المناسب للمرحلة القادمة بليبيا، وأن على الجزائر الإعتماد عليه.
في حين أظهرت وثائق أخرى عن التنسيق الجاري بين شفيق جراية مع أحد قيادي الحزب الوطني بليبيا والمدعو جمال السعداوي، واستفساره عن رأيه بعلي الصلابي، واقتراحه باطلاق سراح التونسيين المخطوفين في ليبيا لترجيح الكفة لصالحه أمام الرأي العام، وكسب تأييد التونسيين.
ويظهر في وثيقة أخرى طلب شفيق جراية من جمال السعداوي التواصل مع علي الصلابي قيادي صلب في جماعة الإخوان المسلمين الليبية والذي كان يقيم في نزل الكونكورد بحسب الوثيقة واعلامه أن شفيق جراية يريد الجلوس معه، بصحبة برهان بسيس ونبيل القروي وشخص من الجزائر، كما دعاه أن يدعي بأنه يعرف شفيق منذ مدة.
وتظهر وثيقة أخرى دعوة الليبي عبد الحكيم بلحاج إلى زيارة الجزائر، وذلك في إطار دعوة وصلت أعضاء الحزب الوطن الليبي، وذلك بحسب ما أعلم شفيق جراية المهدي جواز بليبيا، ويظهر ذلك في وثيقة يعود تاريخها إلى الـ26 من مايو، وتُظهر الوثيقة أيضاً طلب شفيق من المهدي جواز ‘لى ارسال اعلاميين ليبيين لإكتساح منابر الإعلام التونسية.
وتظهر وثيقة أخرى، إلى أن نبيل القروي صاحب قناة “نسمة” التونسية يعتزم الذهاب إلى ليبيا لمقابلة بلحاج، وفي نفس الوثيقة يدور الحديث عن شخص يدعى بحر الدين ميمون الريفي وهو من كبار المهربين، وتقول الوثيقة أنه يمتلك مفاتيح مخازن أسلحة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ، وأنه يمتلك 4000 صاروخ أرض جو ، ويقود مجموعات من المقاتلين يفوق عددهم 2000 ، اضافة إلى أنه يمتلك مخزون اليورانيوم الليبي، وكذلك تلقيه عروض من تنظيم “القاعدة” لشراء الأسلحة، ومن عملاء غربيين لتأمين اليورانيوم.
وفي وثيقة أخرى تظهر طلب الجنرال الجزائري بوعلام غمراسة مقابلة عبد الحكيم بلحاجـ واستعداده لان يرتب له زيارة الى الجزائر لبحث مسالة الليبين المتواجدين بالجزائر والمصالحة الوطنية الليبية.
وفي وثيقة أخرى بيين شفيق لمهدي جواز ( مقرب من بلحاج) أن هناك تحالف جزائري ـ قطري، وأن هذا من صالحهم.
وتظهر وثيقة أيضاً اعتزام شفيق جراية التدخل لأحد المقربين لعبد الحكيم بلحاج ، وهو جمالالسعداوي (قيادي بحزب الوطن الليبي)، للظهور في قناة “نسمة” التونسية.
وتظهر وثيقة أخرى زيارة عبد الحكيم بلحاج لفرنسا والتنسيقات التي قام بها شفيق جراية في شأن ذلك، وكيف أنه سيرافقه في الزيارة جمال السعداوي (قيادي بحزب الوطن الليبي) ، وترتيب لقاء لبلحاج مع مع المنذر الزنادي (وزير سابق) وهو مستشار للرئيس الفرنسي انذاك فرانسوا هولاند ومستشار للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وتظهر نفس الوثيقة كيف نبه شفيق جراية إلى وجوب الحذر خلال الزيارة من الصحافة الفضائحية والتي تسعى لالتقاط صور لبلحاج في مواقف غير لائقة، وكيف أنه نسق مع قنوات “تلفزة تي في” و”نسمة” و”التونسية” لمواكبة الزيارة.
وعن كتابة مقال بصحيفة “جرأة” التي يمتلكها حول توفيق مجيد أحد صحفيي قناة “فرانس 24” الذي كتب مقالاً باللغة الفرنسية ضد عبد الحكيم بلحاج، ويشير التقرير بأن مجيد اتصل بحمة الهمامي وأعلمه أنه سيوقف الكتابة ضد بلحاج حتى يوقف شفيق عن كتابة مقالات ضده.
كما تكشف الوثائق التي تنشرها “يورابيا” أسرار اخرى تكشفها المراسلات حول التدخلات التي كانت تجري بين شفيق وبلحاج لتحسين الصورة الإعلامية بإستخدام المال السياسي والإعلام في تونس وليبيا والجزائر.
المصدر : “يورابيا”