على إطار العبث ذاته الذي اتصف به تحالف العدوان السعودي، تسير مشاورات السويد بشأن الأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة، متعرجة بين الجدية التي أبداها الوفد الوطني اليمني للخروج من الأزمة التي سببها حصار العدوان، وبين عرقلة وتعنت الوفد المحسوب على تحالف العدوان والذي يضم من خلفه الأمريكي وهنا قد تكمن الرواية.
كل ما جرى خلال المشاورات كان متوقعاً على رغم التفاؤل الخجول الذي اتصفت به في بدايتها والتي كان عنوانها الأبرز جولة على طريق بناء الثقة، وبالتالي مصير هذه الجولة -التي تتجه ملفاتها إلى التعقيد- ومواصلة مجازر تحالف العدوان التي لم تتوقف، لا يبشر بالخير، بسبب:
الظهور بشكل واضح لما يريده العدوان وهو استمرار محاربة حركة «أنصار الله» اليمنية ليس بالميدان فقط بل وفي السياسة، أملاً في إقصائها مستقبلاً عن المشهد السياسي اليمني، ليبقى المشهد محصوراً بقوى تكون بيادق بيد العدوان الذي يريد أن يبقي اليمن «حديقته الخلفية»، لأبعاد إقليمية.
رفض العدوان لمبادرة الأمم المتحدة لتخفيف التصعيد في مدينة الحديدة ومينائها لمصلحة تعنتهم في إمساك الأمور في المدينة والميناء ومن بعدها القبول بدور أممي في الميناء مع إبعاد حركة «أنصار الله» عنها، يعني أن الأزمة الإنسانية –أبرز قضايا المشاورات وأهمها- مراوحة في مكانها بل إلى مزيد من الخطورة ولاسيما أن التحذيرات الدولية بشأنها تتصاعد، فليس من اهتمام العدوان إيجاد حل للأزمة التي سببها، وإنما إثبات نفسه على الأرض.
العدوان السعودي رهن إشارة السيد الأمريكي، والإشارة أتت عبر التمسك باستمرار دعم تحالف العدوان، كما قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج تيموثي ليندركينغ، وهذا يعني ليس استمرار العدوان فقط بل تصعيده، لتحقيق أهداف أمريكا في المنطقة وتنفيذ مخططاتها، وبالتالي لا قيمة للمشاورات من جانب العدوان.
أمام هذا الواقع، نجد أن العدوان سيستكمل مسلسل جرائمه ومجازره بحق الشعب اليمني، وعليه في المقابل أن يتحمل نتيجة تبعات ذلك مع مواصلة القوى اليمنية قول كلمتها على الميدان التي ستصل صداها إلى عواصم العدوان كما كان سابقاً، ولتبقى مشاورات الغرف والطاولات المستديرة مكانها، ولتكون على الأرض وفي الميدان مفاوضات من نوع آخر هي التي ستوضح الصورة الحقيقة بشكل أدق، فهي الحكم والفيصل.