بقلم: مروى الباشا |
توالت صرخات (كبار البلد) من لسع سياط ما ينشر عنهم من نقد في وسائل الإعلام وخاصة الإعلام البديل القائم على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، فأحسوا ربما لأول مرة في حياتهم بألم (اغتيال الشخصية)، ومرارة الافتراء، والفجور في الخصومة متجاهلين ما كانوا يمارسونه في الماضي من مثل هذه الأفعال عندما كانوا يحتكرون وسائل الإعلام، ويسخرونها لتشويه كل حر نبيل لم يتماهى مع نهجهم، ولم يبارك سياساتهم التي كادت تقود الوطن للهاوية، ثم هم لا يشاهدون الآن ما يفعله (ذبابهم الإلكتروني) من نشر للاكاذيب والإفتراءات، والشتائم المقذعة ضد كل من انتقد نهجهم أو رفض أخطاءهم، أو أشار إلى شبهات فساد تحوم حولهم !!!
ثم لم يكفهم علاوة على ذلك أنهم حاولوا وضعوا قانونا لتكميم الأفواه لا يحاسب على الكلمة فحسب، ولكنه يحاسب على إشارة أعجاب أو مشاركة في النشر إلى درجة أن البعض بدأ يشير إلى أنهم قد استخدموا أموال الدولة لرشوة مواقع التواصل الاجتماعي لتخضع لتعليماتهم، وتوجيهاتهم !!
نعم إن لم تستح فأفعل ما شئت !! من داخل مجلس نواب الشعب، بدل النظر فى الوضع الكارثي الذي يستوجب اليقظة التامة والفزع لتكون الأمور على أحسن ما يرام قمتم باستغلال الأمور لوضع قانون الكمامة على أفواه من وثقوا بكم أيام التلاسن وطلب الود من المواطنين لإعطائكم أصواتهم، اليوم تريدون تكبيل أياديهم التي أنتجت ثورة هزت العالم بأكمله، أتظنون أنكم قادرين على تركيع جنود الخفاء الذين أعطوا كل ما لديهم لينال هذا الشعب حريته؟؟؟؟
وصول أمثالكم إلى مجلس النواب يعد جريمة في حق هذا الوطن المنهوب. وإنه لمن الغباء وقلة الحياء أن يكون أعظم إنجازاتكم سن قانون لتلجيم أفواهنا التي سبقت وأن نادت “بالخبز والماء وبن علي لا ” نعم لم تطلب جوزات سفر ديبلوماسية ولا حصانة ….بقدر ما نادت ثورة الياسمين بالحرية والكرامة !
ما لفت انتباهي واضحكني حد السخرية هو أن قائمة المدعو كرشيد ضمت أسماء كانت تدعي أنها رموز وطنية وعانت من ظلم بن علي وأنهم أبطال النهضة والتفكير وأينما تسنت لهم فرصة التواجد في البلاتوات التلفزية تحدثوا عن بطولاتهم المزعومة لتحرير هذه الأمة والمخجل أن بصمة نفاقهم جاءت في تلك المسودة التي بينت لجميع من اطلع عليها قمة نفاقهم !
والسؤال هنا: من هو الذي سن سنة الفجور في الخصومة والافتراء، وصناعة الكذب المصنع، وتزييف الحقائق والافتراء على الخصوم وقلب الحق باطلا والعكس، وتكذيب الصادقين وتصديق الكاذبين، وتخوين الأمناء وإئتمان الخونة، ومحاربة الكرام ورفع اللئام ؟؟ أليس هو إعلامهم المأجور، ومؤسساتهم؟؟
طالما طالبهم العقلاء بالاتفاق على كلمة سواء على ميثاق شرف بألا يظلموا الناس ولا يُظلمون، ولا يمارسون التضليل والدجل ولا يمارس ضدهم، وأن يكون التعامل بين الطرفين على الشفافية التامة التي لا تترك مكانا أو مجالا لمتقول أو متغول، وأن يخضع الجميع للقانون وكل من خالفه يحاسب ويعاقب دونما تفريق بين كبير، وصغير وغني وفقير ولكنهم يرفضون ذلك بسلوكهم وإن كانوا يقرون به بألسنتهم فلا يتورعون عن إطلاق ألسنتهم ضد الأحرار فيتهمونهم بالخيانة الوطنية العظمى عندما يقولون أنهم أصحاب أجندات خارجية، وأصحاب مخططات شريرة، ويعملون على تقويض الدولة …. الخ، ويسلطون عليهم (الذباب الإلكتروني) الذي لا يتورع عن استخدام أسوأ ما في قواميس اللغة من الشتم، والتحقير، والتخوين، والتشكيك، والتشهير، والطعن في الأعراض والافتراء، ثمّ هم بكل صلافة يريدون من الناس ألا ينطق ناطقهم إلا بالتسبيح بحمدهم والتقديس لهم والإشادة بإنجازاتهم الوهمية، وفتاتهم الذي يلقونه تحت أقدامهم مما يحوزونه من ثروات الوطن المنهوبة أو الديون والمنح التي تؤخذ باسم الوطن، وتقيد ديونا على الوطن؛ لأن الوطن في نظرهم ووجدانهم هو مجرد قصر شامخ , ومركب باذخ , وغادة حسناء , وحديقة غناء…. الوطن في معتقدهم هو الدينار والدولار , وحقيبة جاهزة للسفر .!!
قلنا لهم وسنظل نقول : إننا نريده وطنا لا وثنا ، نريده وطنا يحقق لنا الحياة الكريمة في الدنيا، لا وثنا نعبده بانتظار جنة الآخرة تاركين خيراته لهم لا أشبع الله بطونهم، نقولوا لهم كلوا بالمعروف، يكفي أحدكم بضع ملايين ليعيش بترف هو وأولاده وأحفاد أحفاده ولكن لا نقبل أن تصل أرصدتكم إلى مئات الملايين وربما المليارات و(999%) من الشعب لا تجد الخبز والماء ………
أتريدون الخلاص من لسع سياط النقد واللوم والتشكيك ؟؟ تعالوا إلى كلمة سواء لا تظلمون ولا تظلمون تعالوا إلى صياغة عقد اجتماعي يتناسب مع تطورات الحالة الوطنية ويعاد على أساسه بناء المؤسسات بناء يخدم الوطن ، وكفوا عن نهج الفجور في الخصومة لئلا تحرقكم نيرانها ……….. ودعوكم من دعاوى الإنجازات الوهمية وقصص النجاح الزائفة فالأمر كما قال السيد المسيح (بثمارهم يعرفون) فكلوا من غرسكم الخبيث المسموم الذي يشاهدها الجميع.