لا تأبه الإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض بمصالح شعوب العالم وإراداتها, بل تضع مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في مقدمة أولوياتها, حتى ولو كانت تُجنى بدماء الشعوب.
الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن بذريعة محاربة الإرهاب ضرب ودمر أفغانستان ونشر الإرهاب فيها إلى يومنا هذا إضافة لنشره الإرهاب في أجزاء كبيرة من باكستان والهند المجاورتين, كما شنَّ عدواناً على العراق ونشر الإرهاب فيه وفي كل المنطقة وأشعل التوتر فيها.
وقبله بيل كلينتون أيضاً قصف تحت غطاء «ناتو» يوغسلافيا خلال حرب «كوسوفو» عام 1999 وسماها «حرباً إنسانية», لضمان مصالح شركات السلاح, التي تحرك السياسة الخارجية الأمريكية تجاه التصعيد.
الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لن يختلف عمن سبقه إلى البيت الأبيض في النظرة الاستراتيجية والأهداف لأنها خارج إرادته لكن قد يختلف في الأسلوب والتنفيذ إلى حد كبير باعتباره رجل أعمال ومضاربات واحتكارات وابتزاز تضاف إليها وقاحة منقطعة النظير فهو يطلب الأموال مباشرة عبر وسائل الإعلام ولمرات عدة من ممالك الخليج مقابل حماية عروشها.
«الدولة العميقة» في الولايات المتحدة المتكونة من النافذين في المخابرات وإدارة الشركات الكبيرة لاسيما البنك المركزي, والذين يرسمون الخطط والاستراتيجيات أوجدوا بالتعاون مع كيان العدو الإسرائيلي «عدواً» وهمياً لبعض دول الخليج العربي هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية, وبدأت مرحلة الابتزاز للبقرة السعودية الحلوب عبر صفقات سلاح تبلغ مليارات الدولارات وضعت في جيوب شركات الأسلحة الأمريكية والبنك المركزي الأمريكي.
مرة أخرى ترامب.. يختلف عن أسلافه في الأسلوب فقط فبدلاً من أن يفرغ مستودعاته الحربية ويقبض ثمنها انسحب من الاتفاق النووي مع إيران, وصعّد ملوحاً بحرب في الخليج, وبدأت مرحلة الدفع من معظم دول الخليج مقابل تهديد إيران, فتكلفة نقل القوات الأمريكية إلى الخليج وحاملات الطائرات باهظة جداً ولا بد من أن يدفع أحد ما الفاتورة.
ويتساءل مراقبون أي حرب سيقوم بها ترامب.. وهو يحاول التواصل مع المسؤولين الإيرانيين لإدارة المعضلة التي وضع نفسه بها.
الولايات المتحدة وعلى مدى عقود مضت مسؤولة عن كل المجازر التي ارتكبت في المنطقة, ومعظم المجازر والكوارث التي ارتكبت في العالم مقابل الدولار, فهم يدمرون ويقبضون ثمن الدمار.