وجّه 130 نائبًا بريطانيًا من مختلف الأحزاب البريطانيّة رسالة إلى رئيس الوزراء، بوريس جونسون، لفرض عقوبات اقتصاديّة على إسرائيل في حال قيامها بضمّ مناطق في الضفة الغربية، بحسب ما ذكرت صحيفة “ذي غارديان” مساء أمس، الجمعة.
ووقّع على الرئاسة وزراء سابقون عن حزب المحافظين، ورئيس حزب المحافظين السابق، لورد باتين، ووزيرة التطوير الدولي السابقة، أندرو ميتشل، كما لقيت الرسالة رواجًا حتى عند نواب انتقدوا بشدّة “اللاساميّة المنتشرة في صفوف حزب العمّال” مثل مارغريت هودج.
واعتبرت الرسالة أن ضمّ أجزاء من الضفّة الغربيّة “سيكون بشكل واضح غير قانوني في القانون الدولي”، وأضافت أن “بريطانيا لم تتردّد في فرض عقوبات على روسيا بعد ضمّها القرم” وشرحت أنّ “أي تحرّك إسرائيلي في الضفة الغربية يجب أن يلقى ردًا مشابهًا”.
وأعرب الموقعّون على الرسالة، التي بادر إليها “مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني”، عن غضبهم من إعلان الحكومة الإسرائيلية عن خطط لضمّ أجزاء من الضفة الغربية واصفين بأنه “ضربة قاتلة لفرص السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين استنادًا إلى حلّ الدولتين”.
وأضافت الرسالة أنّه “من الواضح أن إسرائيل تتستّر بانتشار وباء كورونا من أجل السعي لتطبيق هذه الخطّة الفظيعة. من الضروري أن تفعل المملكة المتّحدة كل ما في وسعها لمنع ذلك”.
كما ورد في الرسالة أيضًا أن القانون الدولي “ناصع الوضوح. السيطرة على أيّة أرض خلال حرب ممنوع. والضمّ الروسي للقرم عام 2014 هو آخر مثال عارضت فيه بريطانيا بشكل صحيح تمامًا مثل هذه الأعمال مع اتخاذ تدابير مناسبة، بما في ذلك عقوبات صارمة”.
ودعت الرسالة إلى “التوضيح، علنًا، لإسرائيل أن أي ضم سيواجه بعواقب وخيمة، منها فرض عقوبات… التصريحات لا تكفي. رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، تجاهل تصريحاتنا. علينا أن نمنع حكومته من تطبيق خطته التي تعتبر سابقة خطيرة في العلاقات الدوليّة”.
والخميس، شاركت بريطانيا 9 سفراء بريطانيين آخرين في تقديم احتجاج رسمي للخارجية الإسرائيلية على نيّة حكومة نتنياهو وشريكه، بيني غانتس، ضمّ مناطق في الضفة الغربيّة.
والدول هي، بالإضافة إلى بريطانيا: ألمانيا وفرنسا وأيرلندا وإيطاليا وإسبانيا والسويد وبلجيكا، بالإضافة إلى سفير الاتحاد الأوروبي.
وجاء الاحتجاج الرسمي خلال اجتماع على الإنترنت ضمّ السفراء ونائبة مدير قسم أوروبا في وزارة الخارجية الإسرائيليّة، آنّا أزاري.
وأوضح الدبلوماسيون الأوروبيّون أنّ الهدف من الاحتجاج هو قلقهم “الشديد من بند في الاتفاق الحكومي يمهّد لضم أجزاء من الضفة الغربية”، وأضافوا أنّ “ضمّ كل جزء من الضفة الغربية يشكّل خرقًا واضحًا للقانون الدولي” وأنّ “خطوات أحادية الجانب كهذه ستضرّ بجهود تجديد مسار السلام، وسيكون لها تأثير بالغ الخطورة على الاستقرار في المنطقة وعلى مكانة إسرائيل في الساحة الدوليّة”.
وبحسب القناة، عبّر السفراء عن قلقهم من نيّة حكومة نتنياهو الإعلان عن مناقصات جديدة في الثالث من ماي الجاري لبناء وحدات استيطانيّة في “غفعات همتوس” بالقدس المحتلة، وطالبوا بتجميد نشرها.
ولاقي عزم الاحتلال الإسرائيلي على فرض “السيادة الإسرائيليّة” على مناطق في الضفّة الغربية، تنديدًا أوروبيًا وروسيًا، بينما دافعت الولايات المتحدة الأميركيّة عن القرار “بشدّة”.