الإثنين , 25 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

17_ديسمبر …سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية لا تزال تبحث عن ثمرة ثورتها..بقلم محمد ابراهمي

بمناسبة الذكرى التاسعة لإندلاع ثورة” 17 ديسمبر ” وهو حدث تاريخي بما يسمى بالربيع العربي الذي أرعب حكام العالم و زلزل عرش الطغيان و للأسف ظل مجرد حدث مر مرور الكرام و لم نرى منها الثورة سوى التهميش والوعود الجوفاء، وعاش الشعب على وقع المماطلة وغياب التنمية و إنتظاراته كلها ظلت حبرا على ورق بل الأسوأ من ذلك أنها كانت مجرد مسكنات لجروح عميقة ولثورة لم تكتمل..

هذا الوضع لم يعد يحتمل في ظل غياب الشفافية و سياسة المماطلة و التسويف التي اتبعتها الحكومات السابقة في ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻓﺮﺽ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ…
كيف نتحدث عن الديمقراطية ونطالب بها ولا نطبقها و نحارب لإحقاق الحق والعدل ولا نلتزم بتطبيق العدالة الإجتماعية و التوازن بين الجهات ..
أية لعنة أصابت هذه البلاد ..
متى ستخرج هذه الصراعات السياسوية و المصالح الضيقة من المشهد السياسي؟
فنحن اليوم أمام ﺩﻭﻟﺔ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻮﻧﻴﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻌﻠﻦ ﺍﻓﻼﺳﻬﺎ , ﻭﻻﺯﺍﻟﺖ ﻟﻼﺳﻒ ﺗﺘﻘﺎﺫﻓﻬﺎ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﻭ المراهقة ﺍﻟﺴﻴﺎسية ﺍﻟﻔﺠﺔ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ، فالدولة على حافة هاوية في ظل التصرفات البدائية و اللامسؤولة ،
دائما الشعب وحده من يدفع الضريبة و يندثر تحت ركام الفقر و الحرمان و سياسة اللامبالاة .. دولة منقسمة على نفسها حكومة لم تتشكل ،مجلس نواب مشتت..أبناء المناطق المهمشة : تونسيون مع وقف التنفيذ ..
مشهد سياسي معتم في دولة عميقة و لا أرى في الأفق القريب مايفيد أن هناك مخرجا من النفق المظلم و الوضع يتجه إلى مالا يحمد عقباه.. فمن القادر اليوم على إعادة البلاد إلى مسارها و إنقاذ هذا الوطن المنكوب بنخبته المتآمرة عليه ..
ﺗﺄﺗﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ، ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺃﺧﺮﻯ، ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻓﻘﻂ، ﻻ ﺃﻛﺜﺮ !!
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮمات المتعاقبة ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺰ، ﺃﻭ ﺗﺤﻘﻖ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﻭﻋﻮﺩﻫﺎ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻐﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺣﺘﻰ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﻭﻋﻮﺩ، ﻭدﻏﺪﻏﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ.. ثورة الحرية و الكرامة بالنسبة إلى التونسيين لم تكن تتعلق بالديمقراطية فقط، بل كانت تهدف في الدرجة الأولى إلى تقليص الفوارق الطبقية و تحقيق العدالة الإجتماعية ، وهو ما فشلت الحكومات المتتالية في القيام به جراء التجاذبات السياسية و المصالح الضيقة .. و علينا أن نعترف أننا لم ننجح لحد الآن في تحقيق أهداف الثورة نتيجة شراسة الثورة المضادة.. و فشل الحكومات المتعاقبة في الإستجابة لمطالب الشعب المشروعة ..
أبناء مهد الثورة نطالب الحكومة القادمة و كل الأطراف الفاعلة بالنهوض بالتنمية في سيدي بوزيد والتمسك بيوم “17 ديسمبر 2010” عيدا لثورة الحرية والكرامة…فالثورات تؤرخ ببداياتها ولا بنهاياتها والسؤال مازال مطروحا على أصحاب القرار لإعادة النظر في هذا الموضوع…
سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية لا تزال تبحث عن ثمرة ثورتها..
__الشعب يريد دولة قوية و عادلة

شاهد أيضاً

#تونس : من سيستفيد من “معركة كسر العظام”.. !؟

 بقلم: الناشط_السياسي محمد البراهمي | إلى أين تسير تونس؟ وهل سيتوصل الفرقاء السياسيين إلى حل …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024