شهر ايار شهر المتناقضات، في 14 ايار 1948 اغتصبت فلسطين، اتفاقية الذل والعار اللبنانية في 17 ايار 1983، اما في 5 ايار2008 فكانت محاولة واد المقاومة من قبل تيار الحريري ومن معه، بعد ان حققت المقاومة نجاحات(حرب تموز 2006) اعترف بها الاعداء قبل الاصدقاء، في السابع من نفس العام جرت عملية قيصرية للحمل الذي لم يبلغ يومين ادت الى واد الفتنة، استشاط الاذاريون غضبا واعتبروه يوما اسودا في تاريخهم، لأنهم لم يحققوا احلامهم. ويبقى الحدث الاهم في تاريخ لبنان 25 ايار من العام الفين ميلادي.
ثمانية عشر عاما من الحرية بفعل تضحيات الشرفاء من ابناء الوطن، اعقبت ثمانية عشر عاما هي معاناة الشعب اللبناني نتيجة للغزو الصهيوني العام 1982 الذي اكتسح كامل ارض الجنوب وصولا الى بيروت العاصمة، سقط العديد من الشهداء، هدمت صوامع ودير، لم يفرق العدو بين مكونات المجتمع اللبناني ، لم يخلو الامر من وجود بعض العملاء الذين ساهموا في تفاقم الامور والإخبار عن المقاومين في محاولة يائسة لإبقاء المحتلين، باعوا ارضهم وعشائرهم بحفنة من الدولارات، قدم الجنوبيون خيرة شبابهم، تحملوا عنجهية العدو، لم يملوا ولم يكلوا، شهيدا تلو شهيد، زغاريد النسوة لم تنفك ابتهاجا باستشهاد الابناء قرة الاعين، في حين ان اقرانهم من ابناء البكوات والباشاوات وأصحاب المعالي والفخامة يقودون افخم السيارات، يدرسون بالمؤسسات التعليمية الخاصة، كي لا يختلطوا بأبناء العامة، فقد يصيبهم “داء” الوطنية، ما يضطرهم الى ارسالهم للخارج لغرض “العلاج”.
دخل المقاومون(مجبرين) الحرب الحقيقية، اطرافها كل دول العالم عربا وعجما، سلاحها(الحرب) من مختلف الاصناف متعددة مصادر التصنيع، زجّ بأناس من اسقط خلق الله رغم انهم يكبرون بإسمه، الهدف اسقاط الداعم الاساس للمقاومين بالمنطقة، الذين يعدون العدة لتحرير الارض المغتصبة، واسترجاع الكرامة التي امتهنت والمقدسات التي اغتصبت.
حقق محور المقاومة انتصارات في المعارك التي خاضها في سوريا ضد العصابات الاجرامية، لعل اشهرها معركة القصير التي غيّرت مسار الحرب اطاحت القصير برأس امير قطر، جعلت وليد بك يعبّر عن اسفه لعدم سقوط الاسد وأدرك ان المقاومة لم تعد كيانا يستهان به، اخذ يحسب لها الف حساب ، اندحرت العصابات الاجرامية وأخذت تتهاوى، ممولو الحرب الخليجيون يخشون على عروشهم من عودة هؤلاء المجرمين اليهم ، نعتوهم بالإرهاب في محاولة لمنعهم من العودة.
في25 آيارهذا العام، الأناس الذين قدموا خيرة شبابهم واعز رجالاتهم، يفرحون بيوم النصر على العدو وتحرير الارض، فالدماء التي سالت لم تذهب هباء منثورا، وخلق معادلة توازن الرعب، وفي هذا اليوم فان الذين لم يحققوا ايا من مآربهم، يندبون حظهم، او لنقل انهم فشلوا في تحقيق ابسط ما يطمحون اليه، لم يفلحوا في تحقيق الأغلبية المطلقة بالبرلمان اللبناني التي كانوا يتمنونها فلربما استطاعوا تشكيل حكومة من لون سياسي واحد ومن ثم الالتفاف على سلاح المقاومة، المؤكد ان العقوبات التي فرضها ترامب ومن يسير في فلكه من كانتونات النفط والغاز التي جاءت لشد ازر اذيالهم بلبنان لن تؤتي اكلها.
هنيئا لجمهور المقاومة بعيد التحرير، ولتبدأ معركة محاربة الفساد التي جعلت لبنان بلدا مدينا بما يربو عن 80مليار دولار، ومن ثم بناء الدولة العصرية العابرة للطوائف، مزيدا من الانتصارات، والنصر القادم بعودة كافة المناطق المختطفة من قبل الاجراميين الى حضن الدولة السورية.