ربما في سابقة تاريخية بتونس ، عبّر الشعب التونسي بجميع أطيافه وقفز فوق الانتماءات السياسية إلى الانتماء الوطني، موحدًا تحت شعار تغيير الطبقة السياسية الحاكمة ومحاسبتها، وخرج في عموم الولايات التونسية إلى الشارع ليُسمع صوته من به صمم، مطالبًا بالتغيير في الخامس و العشرين من جويلية 2021 و يخرج مرة أخرى يوم 3 أكتوبر 2021 مساندا لقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيّد..
يوم 25 جويلية 2021 كان بكلّ المقاييس هبّـــــــــــــة شعبيــــــــّة، بمثابة عقد ثقة جديد بين الشعب التونسي ورئيسه قيس سعيّد، من أجل تخليص البلاد والدولة من غول الإخوان، و مليونية “3 أكتوبر” ستكون بداية نهاية منظومة الفشل و الفساد الجاثمة على قلوب التونسيين و الكاتمة لأنفاسهم..”3 أكتوبر العظيم” سيكون بمثابة إستفتاء شعبي و تفويض للرئيس قيس سعيّد للمرور للإصلاحات السياسية و محاسبة كل من أجرم في حق تونس و شعبها و بمثابة رسالة إلى الخارج و الداخل بأن الشّعب التونسي يساند كل قرارات الرئيس في 25 جويلية و يرفض العودة إلى الوراء و يرفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي التونسي و الإملاءات الخارجية..
ليست الديمقراطية وحدها حكم الشعب، بل الثورة كذلك هي حكم الشعب، وحكم الشعب التونسي الذي مازال يؤكده في كل مرة هو: “من قدّم ما قدّم لا يعرف التراجع”، و المعادلة التي فرضها الحضور الشعبي في “25 جويلية و 3 أكتوبر 2021 “، وإن لم يُحسن قراءتها النظام بأن لا مكان لأي حل سياسي لا يقبله الشعب.. وأن الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات وهو من يقرّر وهو من يمنح الشرعية.. و بالتالي الشعب التونسي قال كلمته وانتهى الأمر، و يجب أن يدركوا أن الشعب الذي ثار على القمع والكبت و التفقير و التهميش و الإذلال ، قد دمّر كل حواجز الخوف ولم يعد بإمكان أي قوة كبرى أو صغرى أو جماعة أو حزب أن تفرض إرادتها عليه مرة أخرى..
الشعوب أقوى من الطغاة، فلا يمكن لنظام أن يهزم شعباً أبداً، فالسلطة لا تملك خياراً إلاّ الاستجابة لمطالب الشعب وإرادة الشعوب دائماً هي المنتصرة، ولم نسمع عن شعب هُزِمَ أو طالب بحق ولم يحصل عليه، لذا فالمطالب الوطنية المرفوعة في تونس هي استحقاقات لابد أن ينالها الشعب، وهذا يدل على أن هذا الشعب لا يعرف التراجع، وليس في قاموسه اليوم الإستسلام، ومستعد للبذل والعطاء من أجل الحرية والمساواة والديمقراطية الحقيقية.. ، وتؤكّد حقّ الشعوب في تقرير مصيرها، ورسم مستقبلها بأيديها، بعد الإنتفاضة الشعبية سيقول الشعب كلمته ويرفع صرخة الرفض مجددًا، لقطع الطريق أمام منظومة ما قبل 25 جويلية في محاولتها تزوير الواقع في تونس وإظهاره بعكس الحقيقة الموجودة.. وليثبت مرة جديدة للعالم المتخاذل أنّ الشعب بأغلبيّته الساحقة يقف صفًّا واحدًا في مواجهة أقليّة معارضة ، مُطلقًا رسالته لكلّ من يسمع، أنّ في تونس شعبًا عظيما إلّا أن يكتب مصيره بيده، وأن يرسم النهاية بإرادته الثوريّة.
25 جويلية 2021 كان بداية نهاية منظومة فاشلة و ديمقراطية وهمية و 3 أكتوبر الشّعب يؤكد دعمه المطلق لقرارات الرئيس قيس سعيّد ، لقد سقطت كل أوراق التوت وبانت عوراتهم ، وما عليهم سوى ان يوقفوا مسلسل الكذب على الناس، وادّعاء حرصهم عليهم، ويتوقفوا عن البكاء وذرف الدموع على ما هم سبب فيه، إنّ أفضل الحلول واسلمها هو ان يخجل هؤلاء إن كانت لديهم ذرّة حياء ويطمروا أنفسهم في التراب، لا بل في الوحل و لو كانت لديهم ذرّة حياء لن يعودوا إلى المشهد السياسي و إلى البرلمان أو حتى الحديث عن العودة إليه مرة أخرى .. لقد لفظكم الشّعب منذ 25 جويلية و إنتهت اللعبة..
بعد عشرية أُختطفت فيها تونس من قبل طبقة سياسية فاشلة يديرونها لحسابهم الخاص عن طريق واجهة سياسية فاسدة لا تعبأ بأرواح التونسيين ومستقبلهم وسيادة وطنهم بقدر اهتمامها بخدمة مصالح الطغمة المالية الفاسدة.. إنها نهاية طبيعية لمسار كارثي ، فالبدايات الخاطئة كانت تؤشر لهذه النهاية، فقد سقطت الأقنعة.. الشعب التونسي يريد قيادة وطنية صادقة ومخلصة يلتفّ حولها الشعب لتحقيق الحلم، تنال ثقته وتسير به في طريق واضح نحو هدف تهون من أجله كل التضحيات، الشعب التونسي خرج مطالبا بمحاسبة كل من أجرم في حق تونس و شعبها ، الهبّة الشعبية الغير مسبوقة و التاريخية لدعم قرارات الرئيس قيس سعيّد خير دليل على أن خارطة الطريق نحو إرساء ديمقراطية حقيقية قد تشكّلت كما رسموها وأرادوها، ولذلك يساندونه ويتصدّون لكلّ محاولة لإرباك الوضع، خاصة بعد أن تحقق المطلوب، ولذلك يحرصون ويشاركون بقوّة في الحفاظ على المسار التصحيحي و دعم شعبي و تفويض للرئيس للمرور إلى الإصلاحات السياسية المنشودة ، فالمطلوب دوليّا في تونس هو استقرار الأوضاع واستمرار السّياسات وليس الفوضى و العودة إلى الوراء ..
عاشت تونس حرّة مستقلّة
عاش الشعب التونسي العظيم