ثلاثون عاما من الضحك على الشعب الفلسطيني وايهامه بانه ستكون له دولة والتحرر من العبودية ويلتئم شمله.
بالأمس استخدمت الولايات المتحدة الفيتو بشان مشروع قرار يعدو الى وقف اطلاق النار في غزة وهو المرة الثالثة خلال العدوان على غزة, كيف لنا ان نتوقع منها المرافقة على وقف اطلاق النار وهي التي هبت لنجدة الكيان الصهيوني بإرسال اكثر من مدمرة حربية الى شواطئ غزة وشرق المتوسط,أ لهذا الحد تشكل حركة حماس تهديدا وجوديا للصهاينة؟ أ لا يعني ذلك افساح المزيد من الوقت للصهاينة بان يعملوا بكل ما اوتوا من قوة في سبيل ابادة سكان غزة وتدمير ممتلكاتهم وتسويتها بالأرض.
وكنتيجة حتمية لمؤازرة امريكا للصهاينة والامعان في قتل وتشريد سكان القطاع , الكنيست الصهيوني يصوت على قرار برفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية, ترى ماذا يعني ذلك بالنسبة للأنظمة الرسمية العربية التي ابدت كثيرا من المرونة في سبيل حل مشكلة الشرق الاوسط ومنها الارض مقابل السلام ,ورغم ذلك قامت بالهرولة للاعتراف بالكيان واقامت افضل العلاقات معه ,نجزم بانه لم يعد هناك من شك بان الصهاينة ومن خلفهم امريكا لا يريدون قيام الدولة الفلسطينية على أي شبر من الاراضي التي اعترفت بها الامم المتحدة للفلسطينيين وفق قرار التقسيم.
اتفاق اسلو بين السلطة والصهاينة هو اتفاق لم ترعه الامم المتحدة او الدول الكبرى ذات الثقل ,ا لا يعني ذلك انه مجرد اتفاق بين تشكيلين مسلحين ليس الا ,وان غزة اريحا اولا ماهي الا محاولة للإيحاء بأن هناك دولة فلسطينية ستقام ولكن متى ؟ قيام الصهاينة وبوتيرة متسارعة بقضم اراضي الضفة واقامة مستعمرات سكنية وعند الانتهاء من ذلك يتم اعادة احتلال غزة وهو ما يحدث اليوم ,يعني ان قيام الدولة الفلسطينية امر شبه مستحيل وقد صرح بذلك اكثر من مسؤول صهيوني.
تصريح وزير خارجية مصر من ان حماس لا تتمتع بإجماع فلسطيني ,ترى ماذا يعني حصولها على اغلبية المقاعد خلال الانتخابات التي اجريت ولمرة واحدة 2006 , لان منظمة التحرير لم تعد تحظى بالأغلبية بعد ارتمائها في احضان المستعمر,والانكى من ذلك مطالبة الوزير المصري بمحاسبة من امدوا القطاع بالسلاح, أ لا يصب تصريحه في خانة وأد القضية الفلسطينية ,بعد ان لاقى تصريح الرئيس المصري اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح استهجان القوى الوطنية واحرار العالم لم يقل بايدن بان مصر اغلقت معبر رفح ولم تسمح بعبور المساعدات الانسانية للقطاع.
المتآمرون على القضية الفلسطينية كثّر بدا من سلطة رام الله وفق اتفاق اسلو التي تعمل حارسا للكيان الصهيوني والقاء السلاح والسير في مفاوضات لا نهائية مرورا ما يسمى بدول الطوق التي ابرمت اتفاقيات ثنائية مع العدو بهدف حماية مصالحها وانتهاء بالتطبيع العربي المجاني مع كيان العدو, بل تسيير قوافل من الشاحنات التي تحمل المؤن عقب تعرض الامدادات عبر باب المندب للقصف من قبل السلطات اليمنية.
السابع من تشرين2023, يوم انكشف فيه من كانوا يتسترون خلف شعارات براقة واظهر للعالم اجمع عنصرية الصهاينة وعدم اعترافهم بأصحاب الارض الاصليين للعيش على جزء منها, ما يجري بالقطاع هو ابادة جماعية تحدث على مرأى ومسمع العالم المتحضر وغض الطرف ان لم نقل مباركة الانظمة العربية, التي اسقطت عن نفسها ورق التوت, لن يضيع حق وراءه مطالب ,المجد لمن رفعوا السلاح بوجه العدو الذي لا يؤمن الا بالقوة .