الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

71 عاماً على النكبة…بقلم: أحمد صوان

في الخامس عشر من أيار/ماي عام 1948، تم الإعلان عن إقامة الكيان الصهيوني باغتصاب فلسطين، وبارتكاب المجازر، وتشريد شعبها من قراهم ومدنهم ومنازلهم ومزارعهم، فكان ذلك ايذاناً بصراع سيستمر ويستمر سنوات وعقوداً، هو الصراع العربي- الصهيوني، وجوهره القضية الفلسطينية ولتكون قضية العرب الأولى، والقضية المركزية لصراع بين مشروعين: المشروع الأول ما مثله الكيان الصهيوني من قاعدة استعمارية استيطانية في المنطقة العربية، والمشروع الثاني هو مشروع التحرر العربي والاستقلال الناجز للدول العربية في المنطقة، على أرضية وقاعدة العروبة، والتي وجدت صيغتها وبرنامجها النضالي والسعي إلى تحقيق الوحدة العربية، ولم تكن نكبة فلسطين في إطارها المركزي وسياقها التاريخي إلا الرافعة القومية العربية لمواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري، والتمسك بمبادئ ومقومات ومرتكزات الوجود العربي، وتكثيف النضال وتضامن الجهود وتكاتفها لإلحاق الهزيمة الكاملة بالمشروع الاستعماري والذي على أساسه تمت إقامة الكيان الصهيوني الغاصب.
إننا ونحن نستعيد ذكرى النكبة في عامها الواحد والسبعين نستعيد معها الذاكرة التي حمت القضية الفلسطينية وحافظت على حيويتها وديمومتها، بل وأولويتها في النضال القومي العربي وفي بوصلة المقاومة لتحرير الأرض، كل الأرض الفلسطينية وكذلك ما احتل من أراضٍ عربية في نكسة حزيران عام 1967.
لقد كشف الصهاينة الذين أعلنوا عند قيام كيانهم الغاصب أن سنوات ما بعد النكبة كفيلة بأن «يموت الكبار وينسى الصغار»، وبذلك لن يكون لقضية فلسطين الحيز الذي تكتنزه الذاكرة العربية.
إلا أن سنوات ما بعد النكبة بل حتى العقود التي مرت على اغتصاب فلسطين، أسقطت هذا الرهان الصهيوني. وهاهي الوقائع وعلى الأرض، في فلسطين الأرض والتاريخ والمقدسات، تؤكد أن الكبار قد تمسكوا بحقهم في وطنهم. وأن الصغار قبضوا على المقاومة ومواجهة الاحتلال، كالقابض على الجمر يدافعون وينتفضون ويتصدون لكل مخططات العدو الصهيوني وحماته ويرسمون بدمائهم علامات النصر، والصمود، ويرفعون راية فلسطين بهويتها العربية، راية تحرير الأرض واستعادة الحقوق، لإيمانهم أن قدراتهم ستمكنهم من دحر الاحتلال، وثقتهم الكبيرة بالمقاومة والنصر.

 

شاهد أيضاً

في ذكرى 5 حزيران….يجب اسقاط كامب ديفيد…بقلم ميلاد عمر المزوغي

ربما جاءت حرب حزيران 1967على حين غرة بالنسبة للنظام الرسمي العربي, فكانت الهزيمة, لكن ما …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024