لقد سطر سكان المخيم اروع البطولات في مقاومة الاحتلال بإمكانيات لا تكاد تذكر, إنها الارادة التي جعلت الاشياء المستحيلة تتحقق, المواجهة عن قرب, لم يرهبهم جبروت العدو وسلوكياته الفظة, ودخول الدبابات الى احياء المخيم المكتظ بالمباني العشوائية ,حجم الدمار فاق كل تصور, بينما يكتفي العالم المتحضر بالمشاهدة ودعوة الضحية والجلاد لضبط النفس.
لم نتفاجأ من موقف السلطة السائرة في نهج الاستسلام والذل والخنوع ودعوة الرباعية الى الانعقاد وهي تدرك جيدا ان دورها هو السماح للكيان المغتصب بقضم المزيد من الاراضي لبناء المستوطنات والطرق الالتفافية لأجل التضييق على السكان الفلسطينيين واجبارهم على الرحيل.
ربما الحدث الابرز في هذه الفترة الحرجة هو انفضاح دور السلطة الفلسطينية ومدى عمالتها للمغتصب وحرصها الشديد على حماية حدوده والعمل على امنه واستقراره, حيث صرح نتنياهو بانه سيسعى بكل جهده الى انقاذ السلطة ومنعها من الانهيار!, أي عار وذل بعد هذا التصريح؟ هل بإمكان ابي مازن الاستمرار في تضليل الشعب الفلسطيني؟ اين الفتحاويون الذين يدعون حرصهم على شعبهم والعمل على تهيئة الظروف لصمودهم؟ لقد اسقط نتنياهو ورقة التوت عن السلطة ومنظمتها التي اصبحت دمية يحركها العدو ومن ورائه القوى الغربية لآجل الاجهاز على الفلسطينيين مقابل اموال يستفيدون منها .لقد تأكدنا جيدا من عمالة فتح وسيرها في النهج الاستسلامي منذ ان شطبت من ميثاقها الكيان الصهيوني على انه العدو .
لم تكن تتوقع السلطة ان يكون هناك شباب يعيشون حياة الفقر والبؤس في الضفة الغربية التي تحكم سيطرتها عليها يعلنون الكفاح المسلح ضد الصهاينة, شباب نذروا انفسهم للوطن فالموت اشرف لهم من حياة الذل, بينما ابناء السلطة يعيشون مترفين بأفخم النزل ببلاد الغرب ويمتلكون افخم الشقق والعمائر من اموال المساعدات التي تقدمها الامم المتحدة ومؤسساتها الخيرية وكذلك الأموال التي تدفع للسطلة لآجل حماية الصهاينة والسهر على راحتهم والوشاية بالثوار ليكونوا في غياهب سجون السلطة ,ان لم تفتك بهم برصاصات الغدر التي دأبت على استخدامها في حق الشرفاء من ابناء فلسطين.
يعلم الجميع بان ابي مازن وزمرته مغتصبون للسطلة بحماية العدو والمعسكر الغربي الداعم له, وانه يسعى الى الاستفادة من الوقت الذي يمضيه في محمية رام الله, بما يغدقه عليه امريكا والغرب والمطبعون العرب, وأنه يأمل في جر فصائل المقاومة الى نهجه الاستسلامي من خلال مؤتمرات دولية تعترف من خلالها بكيان العدو ونبذ العنف والحصول على بعض الاموال.
ثوار جنين يشكلون كابوسا يقض مضجع السلطة التي لم تتوقع ان يخرج هؤلاء من رحم المعاناة القاسية, وقد عملت ما في وسعها لمنع ذلك, أما المطبعون من الحكام العرب فان ما يحدث بالمخيم يعتبر وصمة عار في جباههم التي لا تندى .
تحية لثوار مخيم جنين والتي ستكون الشرارة التي ستحرق اركان العدو ومن قبله السلطة.