الإثنين , 25 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

صبر إيران أم حماقة الكيان؟…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم يعد مفاجئا أن يُقدم الكيان الصهيوني على ارتكاب أي جريمة، بحق من صنّفهم أعدى أعدائه، مهما كان حجم فظاعتها ومخالفة للقوانين الدولية، ولا عجب في كيان تأسس وقام واستمرّ، على نمط قطّاع الطرق، دائسا على جميع القيم بتغطية أمريكية غربية، وساحة مجازره التي دخلها مستنصرا بالدول الغربية، بدأ توقيتها منذ قيام النظام الإسلامي في إيران، وإعلان موقفه المساند والداعم للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، دعما غير محدود ولا مشروط بشيء، من أجل تحرير كامل أرضه، دعما هامّا ومؤثّرا، لم يسبق لحركات المقاومة الإسلامية – التي تأسس منها من تأسّس بتأثير فكره وانجازه المطروح على الساحة – أن تلقّته من بلد آخر غير إيران، وإيران منذ أن أخذت على عاتقها مشروع تحرير فلسطين، كانت صادقة وجادّة وسخيّة من أجله بلوغه، ولم تبخل بشيء من أجل استكمال وسائله وآلياته، من أجل استعادة كامل فلسطين، إلى آخر شبر من أرضها بالقوّة اللازمة، دون أيّ تنازل أو تفريط.

هذا الكيان المسنود من طرف قوى الإستكبار الغربي، وفي مقدمتهم زعيمتهم أمريكا، قد اخترق جميع الخطوط الحُمر، المصنّفة دوليّا جرائم حرب، تحت طائلة العقوبة لمن يقترفها، لم تحجزه تلك الموانع في القانون الدولي عن ارتكباها، لكنّه بدافع تخبّطه وارتباكه في تسيير شؤونه في الأزمات، كما في طوفان الأقصى، أصبح يرى خطرا جدّيا في مواجهته، يتهدّد كيانه بالزوال، وهو تهديد بدأ يتعاظم، منذ أن أخذت إيران على عاتقها، رعاية فصائل المقاومة في المنطقة، هذا التهديد لم يسبق للكيان الغاصب أن واجهه، طوال فترة انتصابه على أرض فلسطين، فهو أصبح مدركا اليوم أنّه لا خيار له فيما اقترفه من جرائم، ومؤشّرات زواله تلوح في الأفق.

الجديد في هذه الجريمة التي ارتكبتها قواته المعتدية، تمثّل في قصف القنصلية الإيرانية بجهة المزّة بدمشق، بثلاث صواريخ موجّهة من الجولان المحتل، وهو مقرّ دبلوماسي له حصانته الدولية، ومع ذلك لم يبالي الكيان بها، فقام بتنفيذ قصفه بعد حصوله على معلومات دقيقة، زوده بها عملاء في الداخل السوري، نزلوا إلى حضيض خيانة أوطانهم، وخذلان قضايا بلدانهم، على الرغم ممّا عُرِفَ به النظام السوري من كونه معدودا ضمن محور المقاومة، ومع ذلك فقد نجح الكيان في تنفيذ عدوانه الجديد، وأدّى إلى تدمير القنصلية الإيرانية، وارتقاء ثلة من الخبراء العسكريين من فيلق القدس شهداء، أراد لهم الله سبحانه أن يكونوا ضمن وفد شهدائه الأبرار، وبقدر ما نهنّئهم بهذا الوسام الربّاني، بقدر ما نشعر بالحزن على فقدهم من مسيرتنا على طريق القدس، ولولا هذه العملية الغادرة – وعادة العدوّ الغدر- لكان دورهم الباقي أكبر.

عمر الكيان الصهيوني أصبح محدودا، بفعل عناصر المقاومة الحقيقية، التي تعمل بقوّة على ميدان طريق القدس، بعد انتفاء العوائق التي كانت حائلا دون تعاون شامل بينها، وذلك بفضل جهود إيران، في جمع الكلمة والتنسيق وتوحيد الصّف بين عناصر فصائل المقاومة، لينضوي الجميع تحت راية الإسلام الواحدة، نفيا للخلافات المذهبية التي قد يستغلّها الأعداء، وهذا ما أصبح يشكّل واقعا ملموسا، تعيش عليه مختلف قوى المقاومة في فلسطينية ولبنان والعراق وسوريا.

تكرار اعتداءات الكيان الصهيوني، وبقاءها دون ردّ سريع، شجّع هذا الكيان على التمادي فيها، وهو ما من شأنه أن يوسّع من ثغرة تغلغل عملاء الداخل، في تقديم المزيد من المعلومات والإحداثيات، مقابل ما يغدقه الكيان عليهم من أموال، وليس هناك أفضل من أن يُرَدّ على كل عدوان بردّ حاسم، من شأنه أن يلجّمَ الكيان الصهيوني عن ارتكاب عدوان جديد، طالما أنّ الضّرر الذي سيلحقه سيكون مؤلما ومؤثرا، ومن شأنه أن يكون عامل ردع مهمّ، سيدفع الكيان على التوقّف عن تكرار اعتداءاته، وأيّ رد حاسم من إيران وقوى المقاومة وتكون نتائجه مؤلمة، وعلى قدر الألم الذي سيلحقه الرّدّ، سوف يكون رادعا قويّا، من شأنه أن يُرْغِم الكيان على التوقف عن عربدته التي طالت، بسبب عدم وجود ردّ من جانب إيران وحلفاءها من قوى المقاومة.

يعتقد قادة الكيان الصهيوني أنهم ومن خلال اعتداءاتهم المتكرّرة، بإمكانهم أن يضعفوا من عزم ايران ومحورها ويحبطوا عزائمهم، فلا يستطيعون مواجهته بعد كل عدوان، وهذا أقصى ما في مخطّطهم، غير أنّ حساباتهم هي مجرّد أمنيات، ستتهاوى أمام واقع جديد بدأت بشائره تظهر، من خلال الإنجازات العسكرية الهامّة التي حققها رجال الولاية في ايران، والتي من شأنها أن تسهم في ردع أيّ معتد، بما لا يجعله يفكّر في القيام بعدوان جديد، ولن ينفعه شيء من جرائمه التي ارتكبها سابقا، ولا تحالفاته الغربيّة التي ركن لها في عربدته، وعندما ينفتح دفتر الحساب، سيكون كارثيا عليه، وإن كان قادته يرون أنفسهم فوق القانون الدّولي، في مأمن من القوانين الدولية وعقوباتها، فحتما لن يفلت أمام إيران ومحورها المبارك.

قرار الرّدّ على هذه الجريمة صدر وأصبح بين أيدي من سينفّذوه، وهذا ما جاء على لسان قائد المسيرة على طريق القدس الامام الخامنئي بخصوص الاعتداء الآثم على القنصلية الإيرانية بدمشق: ( ما تقوم به إسرائيل، لن ينقذها من الفخ الذي أوقعت نفسها، فيه وهي في طريقها إلى الزوال، سيرى شبابنا تحرير القدس، وسيصلون في الأقصى، ويحتفل العالم الإسلامي بنهاية الكيان المحتل) (1)، وزاد في تأكيده السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لبنان(3)، وردع الكيان الصهيوني أصبح اليوم مطلبا ملحّا لجماهير الولاية، في إيران وخارجها، وأنصار تحرير فلسطين بكافّة أطيافهم، التوقيت سيبقى من مشمولات القيادة العسكرية في إيران، وأعتقد أنّه سيكون ردّا حاسما ومزلزلا، لأركان الكيان الصهيوني المتداعية بعد طوفان الأقصى، ولتعلمُنَّ نبأه بعد حين (3).

المراجع

1 – الامام الخامنئي: شبابنا سيصلون بالأقصى والعالم الإسلامي سيحتفل بنهاية الكيان المحتل

https://www.almanar.com.lb/11821185

2 – السيد نصرالله : الكل يجب ان يحضر نفسه ويرتب اموره ويحتاط عند رد الجانب الايراني على استهداف القنصلية الايرانية

السيد نصرالله : الكل يجب ان يحضر نفسه ويرتب اموره ويحتاط عند رد الجانب الايراني على استهداف القنصلية الايرانية

3 – سورة ص الآية 88

 

 

شاهد أيضاً

معهد واشنطن للدراسات “يكشف”: هكذا سيكون الرد الإيراني

كشف معهد واشنطن للدراسات أنه من المتوقع أن تطلق إيران نحو 400 صاروخ على إسرائيل …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024