أعلنت الإدارة الأمريكية وتعيد إعلانها على لسان الرئيس دونالد ترامب بأنها لاتريد شركاء، وإنما تريد أتباعاً يسددون التزاماتهم المالية ويرفعون مساهماتهم في حلف «ناتو» وبما يعادل 4%من ناتجهم القومي، ورغم تململ قادة الدول وسخطهم من تصريحات ترامب و«تغريداته» عبر «تويتر» إلا أنهم وعدوا بالانصياع لتلك المطالب، وربما نسوا أو تناسوا الحرب التجارية التي أشعلها ترامب ضد «شركائه» في «ناتو» وضد الصين، وكذلك العقوبات الاقتصادية «الأحادية» التي تفرضها أمريكا على عشرات الدول وعلى مئات الشركات، ونسوا أو تناسوا تلك المواقف العنصرية المتعلقة بالمهاجرين والمسلمين والأقليات ومن كل الجنسيات الأخرى ولو بدرجات متفاوتة، لكن الشارع البريطاني قالها بوضوح من خلال تظاهرات الاحتجاج على زيارة ترامب والتي شارك فيها عشرات الآلاف وندّدوا بكل سياسات الهيمنة والعنصرية والاستباحة التي تهدد العالم بما في ذلك بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى، فهذا الطفل المجنون المنفوخ الذي لاتنتهي طلباته الخادشة للحياء وللسيادة والمنطق والقانون لايحتاج إلى أكثر من «دبوس» لإفراغه من محتواه وفق الهياكل المطاطية لـ«ترامب» التي حملها الساخطون في بريطانيا، وبما في ذلك اسكتلندا.
إن إصرار ترامب على زيادة موازنة «ناتو» أمر خطير جداً، لأن ذلك ليس لأغراض دفاعية وإنما هو لأغراض عدوانية على مقدرات البشر، فالتحالفات الأمريكية وأموال «الدفاع الامريكية» هي التي دمّرت أفغانستان ودمّرت العراق ودمّرت العديد من المدن السورية وفي مقدمتها الرقة وقبل يومين فقط قتلت قوات «التحالف» الأمريكي أكثر من خمسين مدنياً في ريف البوكمال ومارست الاعتداءات المتكررة على القوات السورية التي تحارب الإرهاب «الداعشي» –«القاعدي» –الوهابي، كما يستمر ترامب وأتباعه في بريطانيا وأوروبا في تهديد روسيا وإيران والصين عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، فالأموال الطائلة التي يجنيها ترامب من أتباعه في أوروبا وفي الخليج تنزلق من بوارجه ومن طائراته حمماً تدمّر البنى التحتية وتقتل الأرواح وتشرد الملايين وتنشر الفقر والإرهاب حول العالم.. مع أن ترامب وإدارته يعلمون جيداً بأن إنفاق جزء بسيط من موازناتهم العسكرية لمساعدة الشعوب أو على الأقل عدم استهداف مقدراتها الحياتية قد يقلب صورة العالم باتجاه السلام والرخاء، فهل تفعلها أمريكا طوعاً أم إن ضغوطها على حلفائها وعلى الآخرين ستؤدي إلى الانفجار الذي لن يوفر أحداً؟! وفي مقدمتهم ترامب وإدارته وأتباعه.
الوسومالامبراطورية الامبريالية العدوان الامريكي الناتو محي الدين المحمد
شاهد أيضاً
الحروب اللا أخلاقية .. بايدن شرطي العالم ونتنياهو وكيله المعتمد…بقلم م. ميشال كلاغاصي
من جديد تُثبت يوميات الحرب والعدوان والصراعات والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط حجم العار الأخلاقي …