مقترح أمريكي-فرنسي لهدنة مؤقتة على الجبهة اللبنانية لن ينطلي على المقاومة… بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

مقترح أمريكي-فرنسي لهدنة مؤقتة على الجبهة اللبنانية لن ينطلي على المقاومة… بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

تقديم الولايات المتحدة وفرنسا مقترحا لوقف إطلاق النار مؤقتا على الجبهة الشمالية لمدة معينة لإعطاء فرصة “للحل الدبلوماسي” يجب ألا ينطلي على أحد فالهدف منه هو فصل جبهة لبنان عن جبهة قطاع غزة. أمريكا وزبانيتها تدرك جيدا أن المقاومة اللبنانية لن ترضى بمثل هذا الاقتراح الا إذا توافق وارتبط بوقف إطلاق النار في غزة ودون ذلك مرفوض. أمريكا تريد ان تبين أن المقاومة هي التي رفضت المقترح مما يعطي “الشرعية” للعدوان الإسرائيلي على لبنان وإعطائه الفرصة لارتكاب مزيد من المجازر ضد السكان بقصف المناطق السكنية وهو نفس السيناريو الذي اتبعته الولايات المتحدة في غزة. أكثر من تقريبا سنة مضت ولم تنقطع الوفود الامريكية والفرنسية والمانية والبريطانية الى بيروت بهف واحد الا وهو فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة وفشلت كل هذه المحاولات فلماذا تنجح الان؟ موقف المقاومة اللبنانية لن يتغير إن وقف إطلاق النار والتفاوض لإيجاد حل سياسي على الجبهة اللبنانية لن يتم الا إذا أوقفت إسرائيل حرب الإبادة في غزة ونقطة على السطر. والغرض من المقترح ليس لإعطاء فرصة للحل السياسي، بل لإعطاء فرصة للجيش الإسرائيلي للتحضير للدخول البري الى لبنان على ما يبدو وهو الذي بدأ بالحشد على الحدود الشمالية.

ونرى أن سيناريو حرب 2006 على لبنان يتكرر فبعض وفود من الدول العربية والدول الأجنبية تصل الى لبنان أو تتصل بحكومة تصريف الاعمال للضغط على لبنان ولإيجاد هوة بين المقاومة والحكومة على أمل وضع ضغط على المقاومة بقبول تسوية سياسية تخرج الجبهة الشمالية عن جبهة غزة ملوحين بان عدم أخذ النصيحة يعني تدمير لبنان كما حدث في غزة. هؤلاء ينظرون الى الساحة من منظور الكيان الصهيوني وطاقمه السياسي والعسكري الذي يصرح يوما بعد يوم لا بل ساعة بعد ساعة بأن حزب الله قد فقد الكثير من قدرته على التحكم والسيطرة وإدارة المعركة وهذا مناقض تماما لما يجري على أرض الواقع فالمقاومة تدير المعركة بكل ثبات وتوجه الضربة وراء الأخرى للقواعد والمنشئات العسكرية والمصانع على مساحة واسعة لأراضي فلسطين المحتلة ولم تستخدم بعد الا القليل من قدراتها النوعية. يجب على هذه الدول الغربية المارقة وبعض الدول العربية المتآمرة على المقاومة ومحورها أن ما لم تحققه إسرائيل في الحرب لن تستطيع تحقيقه في المفاوضات.

وللتذكير فقط عام 2006 من طلب وقف إطلاق النار في النهاية هي اسرائيل وليس المقاومة بعد ان فشلت في المهمة الامريكية التي وكلت اليها وهي القضاء على المقاومة لتمرير مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي “بشرتنا” به كونداليزا رايس آنذاك.

كاتب وأكاديمي فلسطيني

 

شارك على :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023
https://kejaksaan.org/ https://banjarmasinkota.com/ Nono4d Nono4d Situs Toto Nono4d https://cesnaturals.com/-/erek-erek https://purbalingga.pramukajateng.or.id/js/stoto/ https://kingsconsultancy.org/js/link-stoto/ https://icast.isas.or.id/2022/