المحور العربي
إغتيال السيد هو خسارة كبيرة من حيث القوة المعنوية للحزب وللمــ ـقاومة عموما، الشهيد كان الحامل المعنوي والقوة المعنوية الرهيبة عقائديا وسياسيا واتصاليا وشعبيا وروحيا، كان وحده أكبر من كل أجهزة الاعلام لأنظمة اقلييمة ودولية معادية للحزب ولمشروع المــ ـقاو مة في المنطقة ككل، فحق فيه القول أنه درة التاج في محور المــ ـقاومــ ــة، ولا يجب أن نستهين بالقوة المعنوية التي تعادل في أهميتها بالنسبة للدول والتنظيمات القوة المادية،فالشـ ـهيد كان بمفرده كافي بالنسبة لمنظومة المــ ـقاومة للرد على كل الهجومات الاعلامية والسياسية والدعائية ضدها وكسب من المصداقية مما جعله في كل مرة ترتبك فيها الأمور بمجرد ان يتكلم ينهي كل جدل،وله قدرة رهيبة في تحويل نقاط الضعف الى قوة …
الرجل له حضور معنوي غطى على كل ما يسمى رؤساء وملوك وسلاطين الدول العربية ان جاز اعتبارها دولا،ففي الوقت الذي يتسمر ملايين البشر من مراكش للبحرين ومن طهران الى جاكارتا لسماعه وفي نفس الوقت تتسمر اجهزة مخابرات ورؤساء دول لسماعه وتحليل خطابه ولما تتناول كلمته بالتحليل كل وسائل اعلام العالم،لا احد مثلا يهتم لما يقوله في العالم الرئيس المصري الذي يرقد محاط بعشرة الاف دبابة ومليون جندي لا احد لانه فاقد للقوة والحضور المعنوي لا احد يهتم لخطاب لأي حاكم خليجي يرقد على ملايين براميل البترول في اليوم هذا راجع لفقدان اي تأثير معنوي ..
لذلك يحتاج الناس وقت حتى يتعودوا على الحزب بدون السيد ويحتاج الحزب الوقت ليجد آليات جديدة خاصة في مجال الاتصال لتعويض حضور السيد.
على المستوى التنظيمي والهيكلي الحزب صلب جدا وعسكريا الحزب لم يفقد شيئا من قوته وسيكون عناصره في الميدان أشد بأسا مما يتصور العقل،فقوة الحزب قبل ما تكون مادية من حيث العتاد هي قوة عقائدية تتصلب أكثر وتحضر بقوة اكثر في هكذا مراحل،فالسيد بالنسبة لجنوب لبنان وعموم البيئة الحاضنة له عقائديا هو بمثابة حسين جديد الآن فالرجل له حضور روحي عند الناس العاديين في تلك البيئة اكثر مما يتصور العقل،واذا صحت معلومة دفنه بجانب الإمام الحسين فإن قيادة الحزب فعلت حسنا فهو من جهة يستحق ومن جهة أخرى فهي رسالة أن ثأره ليس أقل من زوال اسرائــ ـيل مهما طال الزمن ومهما كانت التضحيات وبذلك تكون القيادة من بعده قد برهنت منذ الوهلة الأولى على صلابة ورؤية ووعي بطبيعة الصراع الدائر الذي لا يحتمل وجود اسرائــ ـيل ولو بعد ألف عام ولو بملايين الشهداء …
