حرب مستعرة جديدة وقديمة في الوقت ذاته، لأن أمريكا بدأتها في العراق وتابعتها ربيبتها «إسرائيل» في إيران وسورية باغتيال العلماء المميزين وبتباه من الكيان الصهيوني وصل حد الوقاحة للدلالة على حقدهم وكرههم للأوطان التي تنشد المقاومة.
لم يكن اغتيال العالم الدكتور عزيز إسبر مدير مركز البحوث العلمية في مصياف، الأول من نوعه في سورية، وكذلك طالب البحوث العلمية مهند ذوقان أبو عمار شرق السويداء قبل أن يتمكن من امتطاء الجواد كسابقيه من أبناء سورية الذين قدموا قرابين التضحية فداء لتراب الوطن الغالي.
سبق الدكتور عزيز اغتيال أصغر عالم مخترع في العالم العبقري عبود عيسى في حمص، والمهندس نبيل زغيب في منطقة باب توما مع أسرته، وسمير رقية في حلب، واغتيال عدد من الطيارين الذين كانوا قد أنهوا دورتهم التدريبية على أحدث طائرات الميغ في روسيا، وعدد آخر من العلماء والمهندسين من خلال الهجوم على الحافلة التي كانت تقلهم.
حماية العلماء مسؤولية وطنية يتحملها الجميع، لذلك يجب أن تبقى العين الساهرة يقظة ومتفطنة لكل شيء، لأن العدو جبان وغدار ويبتكر أبشع الأساليب لتنفيذ مآربه مباشرة أو من خلال عملائه الذين يقدمون له المساعدة لتنفيذ حربه على العقول المبدعة في سورية.
من بدهيات القول إن سورية على الدوام كانت ولاّدة الأبطال الميامين والعلماء الأفذاذ، لكن صناعة هؤلاء تحتاج زمناً، ونحن أحوج ما نكون لهم في معركة الدفاع عن الوطن وكرامته وعزته وشموخه.
صحيح أن العديد من المحاولات قد جرت قبل ذلك لاغتيال العالم الدكتور إسبر، وقامت الجهات المعنية بإحباطها، وهذا ما يفرض علينا جميعاً الحذر والحيطة والمزيد من الحماية لكوادرنا العلمية التي كانت عنصراً مهماً في معركة الدفاع عن الوطن وترابه الغالي.
ثرواتنا الفكرية والعلمية هي كنزنا الثمين الذي ينبغي الحفاظ عليه بكل السبل المتاحة، وينبغي تضافر الجهود جميعها، وعلى المستويات المختلفة لتحقيق مناعتنا ضد هذه الهجمة البربرية التي يقودها الموساد الإسرائيلي وعملاؤه في الداخل.
إشارات وسائل الإعلام الإسرائيلية وتعليقاتها وخاصة صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية: إن اغتيال العالم السوري يذكّر بعمليات اغتيال أخرى لمسؤولين من حماس وحزب الله، يشكل دليلاً دامغاً على العقلية المجرمة للكيان الصهيوني في الاغتيالات، ولذلك علينا الحذر ثم الحذر واليقظة.