بقلم أمل حمروني |
من خلا ل الاطلاع على مواقف الاحزاب القومية تأكدت ان التيار الشعبي كان قادرا على تجاوز مأزق الموقف من تقرير لجنة الحريات الفردية بأريحية و مرونة و بإصدار موقف واضح و مشرف …
و لو قمنا بتحليل بيان التيار الشعبي سنجد انه البيان الوحيد الذي كشف الاطار النظري الليبرالي و القراءة الفرانكفونية المسقطة للتاريخ العربي في التقرير . لكنه في نفس الوقت أثبت أن المساواة التامة والفعلية و تحقيق العدالة بين المواطنين ينتج من داخل السياق الحضاري لا من خارجه .. و يمكن لهذا السياق حسب رؤية التيار الشعبي أن ينتج حرية و مساواة تتجاوز النماذج المستمدة من التجارب المقارنة.
لذا فان الحزب قد نجح اتصاليا و سياسيا بمرونة و ذكاء من تجنب عملية التخندق التي فرضت على البقية ليشيد فسطاطه مقابلة لثنائية الجهل و الانبتات هي خيار المشروع الوطني المقاوم للهيمنة و الاستغلال و العبودية في الداخل و الخارج و القادر وحده على احداث ديناميكية في عمق المجتمع و شرائحه البعيدة عن تأثير النخب الاستعمارية و المكبلة بسلاسل الرجعية و تجار الدين .. مشروع قادر على فتح المجال للنخب الوطنية التحررية. و ينتج فكرا حرا و بديلا انطلاقا من قراءته للتجربة التاريخية للأمة العربية و التفاعل الحر مع التجارب الانسانية و خاصة منها التي لم تتورط في احتلال الشعوب و نهب ثرواتها على غرار التجارب في امريكا اللاتينية و اسيا افريقيا ..
التيار الشعبي أثبت أنه القاطرة السياسية التي تفتح الطريق نحو تجاوز القوميين لمأزقهم الذي انطلق منذ رحيل الزعيم جمال عبد الناصر .. لمواقف الحزب و لما قام به الحزب من دور وطني و عربي و ان تبدو خطواته بطيئة لكنها ثابتة لقلة الامكانيات اللوجستية .. لكنه رغم هذا فتح مسارا تراكميا سيعيد الحياة للمشروع الناصري ..
و غدا لناظره قريب ….