حنان العبيدي
الكتاب ركيزة أساسية في السياسة الثقافية التونسي
لا يمكن أن نختلف حول قيمة الكتاب ودوره المركزي في تغذية النفوس وتنوير العقول، لذلك قامت التصورات الحضارية الجادة للمجتمعات على الكتاب والقراءة وعلى الثقافة عامة. ولم تكن تونس في قطيعة مع هذه الرؤيا، وإن بدت أحيانا مشددة على أولويات اقتصادية واجتماعية خلفت شعورا بتهميش الثقافة. وبعد انتخابات 2014 في ظل دستور جديد تغذى من النفس الثوري الذي غير ما بتونس، وخاصة منذ صيف 2016، شهدت السياسة الثقافية مع حكومة الوحدة الوطنية انتعاشة متميزة للوعي بقيمة الرهان الثقافي في كافة مجالاته، ومن بينها قطاع الكتاب في مختلف مراحله: إبداعا، ونشرا، وقراءة.
لذلك تم إقرار 2018 سنة وطنية للكتاب، ولذلك قرر السيد رئيس الحكومة مضاعفة ميزانية دعم الكتاب وتعددت التظاهرات المعتنية بالقراءة وبتقريب الكتاب من القراء. إلا أن الحاجة بقيت ملحة ببعث حدث بارز للكتاب التونسي من جراء الصعوبات التي بقيت ملتصقة بمسيرته، مما جعل الناشرين عامة وخاصة اتحاد الناشرين التونسيين يدعو لمعرض للكتاب التونسي، ينبني على مزيد التعريف بالكتاب التونسي وعلى بيعه دون غيره. فتنزلت هذه الدعوة في روح السياسة الثقافية المعتمدة وفي فعلها، وأقرت الوزارة إحداث “المعرض الوطني للكتاب التونسي” بما تحمل كل عبارة في ذات التسمية من معاني وقيم وطموحات، وأهمها الوطنية بمختلف أوجه تشكلها وتفعيلها.
المعرض الوطني للكتاب التونسي فضاء مفتوح أمام كل من يعنيه شأن الكتاب التونسي ومن له رغبة في الانتفاع منه أو حاجة للاستئناس بنوره وعواطفه، لذلك تبنت وزارة الشؤون الثقافية تنظيمه والتكفل به دون إقصاء، وهي عاقدة العزم على تطويره لتجعل منه عيدا سنويا للكتاب التونسي، يجمع أبناء الوطن مهما اختلفت انتماءاتهم وآراؤهم واعتقاداتهم، ليجعلوا من الاختلاف رحمة تفتح الطريق أمام المجتمع الديمقراطي المنشود. المعرض الوطني للكتاب التونسي فضاء مفتوح انفتاح مدينة الثقافة التي احتضنته بجسورها الممتدة وإشعاعها المنشود، أخذا وعطاء، في كافة جهات الوطن وفي المحيط الجيوستراتيجي الدولي، خاصة المتوسطي.
تلك هي الروح التي ألهمت نص شعار هذه الدورة التأسيسية، “الكتاب التونسي يجمعنا”، فثبتت المغزى المأمول ورسمت الطريق الموصل إليه. لنتحد إذن حول هذه المناسبة المؤسسة لمستقبل أفضل للكتاب التونسي، بتلك القناعة المتسامحة تجاه هفوات البدايات أو نواقصها، إذ لا مفر منها، ولكن بالروح النقدية البناءة التي تساعد على السير قدما بتقديم النصح وبالمساعدة على الإنجاز وبالحث على التفاعل الإيجابي مع الكتاب التونسي.
شعار الدورة الأولى للمعرض:” الكتاب التونسي يجمعنا”
انتظمت صباح اليوم الثلاثاء 16 اكتوبر 2018، ندوة صحفية خاصة بالمعرض الوطني للكتاب التونسي وأكدت الهيئة المديرة للمعرض أن معرض وطني تنظمه وزارة الشؤون الثقافية بالشراكة مع إتحاد الناشرين التونسيين وباقتراح منه، وبالتعاون مع اتحاد الكتاب التونسيين بمدينة الثقافة في تونس العاصمة. وتأسس ضمن الاحتفاء بسنة 2018 سنة وطنية للكتاب وتعتبر دورته الأولى (من 19 إلى 28 أكتوبر 2018) إحدى المحطات البارزة في احتفالية تدشين مدينة الثقافة التي انطلقت في 21 مارس 2018. واختير لهذه الدورة التأسيسية شعار “الكتاب التونسي يجمعنا”. فهو معرض لكل الناشرين والكتاب التونسيين، في نطاق نظام داخلي يمكن الحصول عليه رقميا أو لدى إدارة المعرض.
وخصصت للعرض مساحة بهو مدينة الثقافة في الطابق الأول وفضاء الطابق الأرضي، معدة لاحتضان الأجنحة. ويكون البيع بتخفيضات هامة على السعر الحقيقي المثبت على الغلاف. عدد العارضين: 70 / عدد الأجنحة: 60.
ويخصص جناح للإدارة العامة للكتاب للتعريف بكتب وكتاب تونسيين قد لا يتسنى لهم الحضور في أجنحة العارضين.
كما أكدت الهيئة المديرة أنه في إطار تشجيع الإنتاج الفكري والإبداعي في بلادنا ترصد الهيئة للمعرض الوطني للكتاب التونسي في الدورة التأسيسية للمعرض (19-28 أكتوبر 2018) 4 جوائز:
1- جائزة المعرض الوطني للكتاب التونسي الإبداعي وقيمتها 10 آلاف دينار
2- جائزة المعرض الوطني للكتاب التونسي الفكري وقيمتها 10 آلاف دينار
3- جائزة المعرض الوطني للكتاب التونسي الموجه للطفل وقيمتها 10 آلاف دينار
4- جائزة المعرض الوطني للكتاب التونسي المترجم وقيمتها 10 آلاف دينار
و تتكون لجان الجوائز من أربع لجان :
1. جائزة كتاب الطفل، ، برئاسة: الأستاذة نافلة ذهب،
وعضوية الأستاذ الغربي المسلمي، والشاعر المنصف المزغني
2. جائزة الكتاب الإبداعي، برئاسة: الأستاذة ألفة يوسف
وعضوية الكتاب العربي: الأستاذ فتحي النصري، الأستاذ مصطفى المدايني.
وعضوية اللسان الفرنسي: الأستاذ سمير المرزوقي، الأستاذ عثمان بن طالب.
3. جائزة الكتاب الفكري والعلمي، برئاسة: الأستاذة رجاء بن سلامة
وعضوية: الأستاذة زهيّة جويرو، الأستاذ نبيل قريسة.
4. جائزة الكتاب المترجم، برئاسة: الأستاذ سمير المرزوقي
وعضوية: الأستاذ رضا مامي، الأستاذ عثمان بن طالب.