صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها القمعية والعدوانية على مدن فلسطينية في الضفة الغربية من رام الله إلى البيرة إلى نابلس، وذلك على أرضية وقاعدة تقول إنها «قادرة على الرد» حيال ما تعرّضت له مستوطنة عوفرا من عملية فدائية هزت الكيان الصهيوني، لأنها جاءت إثر هزيمة لحقت بالكيان بسبب الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة. وواضح هنا وبما لا يقبل الشك أن «إسرائيل» تعرف جيداً أنها غير قادرة على إلحاق أي ضرر أو أذى بالمقاومين الفلسطينيين، وهم يتصدون ويتحدون العدوان والاحتلال الصهيوني. وبالطبع لا تحتمل «إسرائيل» ضربتين في أقل من أسبوع من غزة إلى مستوطنة عوفرا. ومن هنا جاءت الهستيريا الصهيونية في اقتحام مدن وقرى ومراكز إعلامية فلسطينية في الضفة الغربية لتثبت بالدليل القاطع أن الأمن الاستراتيجي الإسرائيلي بات مهدداً وعرضة لهزات لايمكن للاحتلال التغطية عليها أو حتى استيعابها.
وعلى هذا النحو بات الإعلام الإسرائيلي بكل أجهزته كما هي حال المسؤولين الإسرائيليين يطرحون التساؤلات تلو التساؤلات عما يمكن أن تخبئه الأيام القادمة من تحديات وأخطار مادام ثمة إصرار وصمود ومقاومة ضد الاحتلال وتصدّ لإجراءاته العدوانية والقمعية، ومادام ذلك كله يصبّ في مسار واحد يشكّل الحل الجذري لدحر الاحتلال وهو خيار المقاومة الذي تحاول «إسرائيل» ألا يتجذر، فالطبيعي هنا أن تنهمك قوات العدو الصهيوني بإحداث الضجيج فيما يتعلق بما أطلقت عليه «عملية الشمال» حول الانفاق على خطوط المواجهة اللبنانية- الإسرائيلية، وكذلك حول التحرك الإسرائيلي بشأن تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني الغاصب مع دول خليجية وعلى رأسها مملكة الرمال السعودية. وذلك بفتح خطوط طيران في اتجاه دول آسيوية وإفريقية عبر الأجواء الخليجية والسعودية.
إذاً هي أكذوبة ولايمكن أن تنطلي على أحد بعملية انتقال هذا العدو «إسرائيل» إلى موقع آخر، لأن البوصلة التي لا تخطئ تقول إن «إسرائيل» هي العدو ولا أحد غيره إلا من يتواطأ ويقترب منه بديلاً عن جوهر الصراع مع هذا العدو والمتمثل بالقضية الفلسطينية، وبمضمونها الأساسي القدس، وهو صراع عربي- إسرائيلي، بما يشير في التالي إلى أن الرافعة لهذا الصراع هو الشعب الفلسطيني بمقاومته الباسلة للعدو وللاحتلال وللاستسلام وللتطبيع، حيث الرهان هنا على فاعلية المقاومة والرد على التحدي وبالاعتماد على عمق استراتيجي تمثله سورية وكل أطراف محور المقاومة في شراكة نضالية وعبر وحدة البندقية والتوجه والدعم وخندق الدم الواحد.
ثمة حقيقة ظهرت ساطعة وجلية وهي أنه وعلى امتداد كل سنوات الصراع ضد العدو الصهيوني، كانت المعادلة هي أنه بمقدار الاقتراب من سورية هناك ابتعاد عن «إسرائيل»، وأن الاقتراب من «إسرائيل» هو ابتعاد عن سورية، وفي ضوء ذلك ندرك انتصارات سورية على الإرهاب التكفيري وداعميه هو انتصار لفلسطين والمقاومة.