مضحك هو ذاك الكاتب السعودي في صحيفة “عكاظ” الذي يرجع خسارة رهانات مملكته على “داعش” وأخواتها، وامريكا وأذنابها، و”إسرائيل”..وقوتها، إلى “تغييرات كبيرة تجتاح الشرق الأوسط منذ تولي الإدارة الاميركية الحكم”، ويناقض نفسه في فقرة ثانية معلناً أنه “لا ملامح لاستراتيجية أمريكية واضحة لتوضيب المنطقة، إلا أنه يمكن التنبؤ بنتائج إعادة الهندسة التي تتبناها الأجهزة العميقة في واشنطن وعلى رأسها البنتاغون”..
كل هذا الكلام ليقارب موضوع الانتصار السوري اولاً على مملكته الخائبة التي بدأت ترسل زبانيتها إلى دمشق ليقدموا الاعتذارات عما اقترفه النظام السعودي وأتباعه من جرائم حرب واعتداءات في سوريا وعليها ملمحاً الى أن ما يحصل هو عودة سوريا إلى أحضان السعودية..، مستشهداً بكاريكاتور للرسام الراحل محمود كحيل عن الانسحاق المصري عبر رئيسها المستجدي لرضى آل سعود، “وصل مبارك على متن طائرته الرئاسية في زيارة مفاجئة للرياض يوم 14 جوان 1982 للتعزية في وفاة الملك خالد بن عبدالعزيز الذي وافته المنية قبلها بيوم واحد”. معلقاً عليه: ” يما مبارك على الباب، يما اراد الباب ولا أناديله”.
“كذابٌ أشر” أنت يا كتبجي، سوريا لم ولن تستجدي هذه الزيارة، ولا تتوقع أن يركب الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد طائراته لينزل في مطاراتكم، الأسد رابض في عرينه، مدافعٌ عن كل ذرة تراب من أرض سوريا..لم ترعبه الحرب العالمية الكونية عليه، لم يغادر كما زين العابدين بن علي هارباً إليكم، وشعبه يتولى معه المواجهة حتى آخر قطرة دم..
سوريا ليست بحاجة للعودة إلى أحضانكم، يكفيكم الارتماء بأحضان “تسيبي ليفني” وأخواتها.. سوريا هي حاضنة المستضعفين والهاربين من سطوتكم ونفوذكم. قسمتم السودان، ودمرتم اليمن، خربتم مصر، مسحتم ليبيا، حاولتم تركيع تونس.. لكنكم عدتم “بخفي حنين”..
أما الحضن الإيراني، فهو حضن فلسطين التي ما غابت يوماً ولن تغيب عن خارطة العالم الإسلامي، وسيبقى الحاضن لمقاومتها بكل أطيافها، حتى زوال الكيان الغاصب من الوجود.. وبخصوص الكاريكاتور إياه.. نذكّرك بناجي العلي ورسمه لكم قبل عشرات السنين..
وسيبقى كاريكاتور ناجي العلي هو وحده ما تستحقون أن تُذكروا به دائماً وابداً حتى زوال جهّالكم..