محمد النوباني- كاتب فلسطيني |
مشكلتنا في الساحة الفلسطينية ان نخبنا السياسية تكذب على الناس ونتعامى عن الحقائق العنيدة ونطلق العنان للديماجوجيا والتضليل عندما يجري الحديث عن المصالحة بين حماس وفتح وما يسمى بملف انهاء الانقسام . فهذه النخب تدرك ان المصالحة وأنهاء الانقسام باتا من المستحيلات السياسية بسبب التباعد الكبير في توصيف المرحلة التي نجتازها وفي البرامج والسياسيات والاستراتيجيات وأشكال واساليب النضال وايهما السلاح الشرعي هل هو سلاح السلطة ام سلاح المقاومة؟ والى اي محور يجب ان تنتمي فلسطين :الى محور المقاومة ام الى المحور الامريكي الاسرائيلي الرجعي العربي؟ . بكلمات اخرى فقد فشلت كل أتفاقات المصالحة وكل اللقاءات التي عقدت واخرها لقاء موسكو في تحقيق الأهداف المرجوة منها وهي أنهاء الأنقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لان جوهر الخلاف بين فتح وحماس هو حول موضوع سلاح غزة وليس اي شيئ اخر. فحماس ومعها الجهاد الاسلامي تؤكدان على ضرورة بقاء سلاح المقاومة في يد المقاومين لاننا لا زلنا تحت الاحتلال وبدونه ستعود غزة مستباحة كما هي الضفة اليوم في حين ان السلطة تقول بانه يستحيل استعادة الوحدة بدون تمكين حكومة الوفاق الوطني من السيطرة على كل شيئ في غزة فوق الارض وتحت الارض.في اطار مقولة سلطة واحدة وسلاح واحد. ومما يعمق هذا الصدع ان القوى الفلسطينية التي تقف بين هذين التيارين المركزيين في الساحة الفلسطينية ومن ضمنها التحاف الديمقراطي الذي اعلن عن تشكيله مؤخرا والمكون الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وفدا والمبادرة الوطنية غير قادرة على التاثير لا على مواقف فتح ولا على حماس بسبب ضعف قاعدتها الجماهيرية من ناحية واعتماد بعضها الاخر على مصادر تمويل لا تمكنها من اتخاذ مواقف مستقلة واخر دليل على ذلك موقف بعضها الغامض بالمعنى السلبي من تشكيل الحكومة الفصائلية التي سعت مركزية فتح لتشكيلها بعد وضع وحيد الحمدالله استقالته تحت تصرف الرئيس عباس. . بناء على ذلك فان لقاء موسكو قد فشل كما فشلت ما سبقته من لقاءات ،وما قد تعقبه من لقاءات، لانها تجاهلت وتتجاهل جوهر الخلاف في الساحة الفلسطينية وهو موضوع السلاح و ضرورة وجود مقاومة مسلحه من عدمه وعليه فان الانقسام سيبقى سيد الموقف الى ان تجري تحولات جذرية في المنطقة تعيد للحركة الوطنية الفلسطينية للتطابق الضروري بين الشكل والمضمون بعيدا عن الاوهام والمصالح الطبقية واوهام السلطة في ظل الاحتلال .