الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

هل تُصلح الأموال ما اقترفت يداه؟…بقلم: جمال ظريفة

يحاول محمد بن سلمان ولي عهد نظام بني سعود تلميع صورته وتغيير نظرة العالم لأكثر الأنظمة دموية وسوءاً في التاريخ الحديث عبر شرائه النوادي الرياضية ذات الشعبية الكبيرة في أوروبا والعالم والتوجه شرقاً إلى باكستان التي سحبت مشاركتها في حلف العدوان على اليمن ومن ثم إلى الهند والصين.
دماء خاشقجي ودماء أطفال اليمن لونت النظام الوهابي بلون سيئ للغاية وصل لحد لا يمكن تنظيفه ولم يصل إليه على مر تاريخ المملكة الأسود راعية الإرهاب والفكر التكفيري والتي أعادت إشعال نار الفتنة والقتل في الشرق الأوسط لتأكل الشعوب وتشرب الحقوق.
رحلة بذخ وتبذير واستعراض أقل ما يقال عن زيارة ابن سلمان للشرق حيث أحضر معه طاقماً يفوق عدده الألف شخص حجز لهم في باكستان فندقين خمس نجوم وأرسل موكب سيارات فارهة يفوق عددها الأربعين وثمانين شاحنة تحوي أمتعته الخاصة.
زيارة ابن سلمان إلى باكستان لاقت استهجاناً شعبياً كبيراً حيث خرج آلاف الباكستانيين في ولاية جامو بتظاهرات حاشدة رغم توقيعه اتفاقيات بعشرين مليار دولار.
وفي الهند كذلك الأمر تم توقيع اتفاقيات اقتصادية عدة.. لكن الملفت في هذه الجولة هي تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ قبيل زيارة ابن سلمان لبكين الخميس الماضي بالإعلان عن رغبه الصين بتوثيق علاقاتها مع إيران وتأكيده لرئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني خلال لقائهما في بكين أن العلاقات الثنائية المتينة لم ولن تتغير بغض النظر عن الموقف الدولي وأن بين البلدين صداقة قديمة خضعت لاختبارات عدة وهذا يعني أن زيارة ابن سلمان فشلت حكماً في أحد أهدافها ضد إيران.
صحيفة «ذا صن» البريطانية نشرت خبراً مفاده أن ابن سلمان عرض شراء نادي «مانشستر يونايتد» الإنكليزي لكرة القدم بنحو 5 مليارات دولار في محاولة لذر الرماد في عيون الغرب وتغيير النظرة السيئة عن ابن سلمان التي ترسخت في عقول الشعوب الغربية بعدما قتل بدم بارد الشعب اليمني وتوّجها بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
المسألة ليست مسألة أموال واتفاقيات ومشروعات تجارية لتبييض صفحة النظام السعودي ولعل تغيير طريقة التفكير والنهج والممارسة والابتعاد عن الفكر الوهابي تتكفل بالأمر.

 

شاهد أيضاً

«كورونا» والإمبريالية!!…بقلم جمال ظريفة

يجتاح وباء «كورونا» المستجد أرجاء الأرض من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، غير …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024