الرهان الأميركي على إحداث شرخ شعبي يفضي إلى «إسقاط» الحكومة الفنزويلية الشرعية فشل بسبب تلاحم أغلب الشعب الفنزويلي مع قيادته المنتخبة برئاسة نيكولاس مادورو, الأمر الذي عكس تجذّر هذا الشعب وتمسّكه بثوابته ومبادئه التي كرستها الثورة البوليفارية وسيره على خطى سيمون بوليفار والرئيس الراحل أوغو تشافيز.
الفشل الأميركي في الرهان على تصدّع البيت الفنزويلي الداخلي اعتماداً على بعض الأدوات المأجورة في الداخل والخارج، كما فعلوا في غير دولة ومنها سورية، ترافق مع انكشاف مخطط واشنطن لاستغلال المساعدات الإنسانية ذريعة للولوج إلى المجتمع الفنزويلي وتقويضه بهدف السيطرة على ثرواته الأمر الذي أكده الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من أن واشنطن «تحاول إيجاد أزمة لتبرير التصعيد السياسي والتدخل العسكري في فنزويلا لإشعال حرب ضدها».
مخطط الشر الأمريكي المتستر بعناوين «الديمقراطية الأمريكية الزائفة وحقوق الإنسان والمساعدات» حدّده الرئيس مادورو بسعي واشنطن إلى «إقامة حكومة موازية» في فنزويلا والانقلاب على الشرعية الشعبية في البلاد واستعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للذهاب إلى حرب من أجل السيطرة على نفط فنزويلا وهنا «عين الحقيقة».
ضيق أفق المؤامرة الأميركية في فنزويلا دفع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى التهديد والوعيد بأن بلاده لا تستبعد التدخل عسكرياً لإسقاط حكم الرئيس مادورو, وهو الأمر الذي حذّر منه عدد من المسؤولين الروس من أن واشنطن بالفعل تستعدّ لشنّ عدوان ضد فنزويلا وأنها تنقل جنوداً إلى بورتوريكو وكولومبيا المجاورتين لفنزويلا.
إن وصول المخطط الأميركي المشؤوم إلى حائط مسدود في فنزويلا قد يدفع الإدارة الأميركية إلى العدوان العسكري المباشر ضدها لتحقيق مصالحها على حساب مصلحة الشعب الفنزويلي مستغلة بذلك أدوات وأتباعاً لها لزعزعة استقرار البلاد كما فعلت في دول أخرى لا تسير في فلك المصالح الأميركية وتقف بوجهها وعلى رأسها سورية والعراق وقبلها فيتنام والقائمة تطول.
إذاً المؤامرة والحرب الأميركية باتت مكشوفة للقاصي والداني، وهو الأسلوب ذاته الذي دأبت واشنطن على استخدامه في نسج خيوط «ألاعيبها السياسية الخطرة» ضد الدول والشعوب المستقلة بنهجها ومواقفها، وهو الأسلوب الذي قابلته تلك الدول بنهج أكثر تمسكاً بالثوابت والمبادئ ما دفع الشرّ الأميركي إلى الحائط المسدود.