بعد ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ ﺭﻏﻢ ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ ﻭ ﻣﺴﺎﻭﺋﻪ، ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺗﺨﻠﺼﺖ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺗﺤﺖ ﺭﻛﺎﻡ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭ ﺇﻧﺪﺛﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ.
ﻓﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﺭ “ﺍﻟﺜروﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ” ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺳﺘﻨﺰﻓﺖ ﻭ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﺘﻨﺰﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺔ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻧﻘﺔ ، ﻓﺎﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻄﺎﺭﺩﻫﺎ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻫﺪﻓﺎ ﺳﻬﻼ ﻟﻺﻧﻬﺎﺯﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺸﻔﻰ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻡ ﻣﻊ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﺧﻠﻖ ﻓﺠﻮﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻟﺘﺴﻠﻞ ﺻﺎﺋﺪﻱ “ﺠﻮﺍﺋﺰ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ” ، ﻓﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺇﺫﻥ ﻓﻬﻲ “ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍء” ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻛﺖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﻧﺴﺠﺖ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﻹﻧﻬﺎء ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ “ﻓﺈﺳﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭاﻧﺘﻬﺖ اﻟﻠﻌﺒﺔ.
ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺔ ، ﻓﺎﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﺛﺎﺭ ﻭ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻌﻬﺪﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﻭ ﻧﺠﺢ ﻛﻼ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ ﺑﻴﻀﺎء ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻧﺎﺿﺞ ﻓﻜﺮﻳﺎ ﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺇﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻓﻲ ﻣﺮﺑﻊ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻟﺒﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭ ﺗﺄﻣﻴﻢ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﻢ ، فيسجل ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ “ﺛﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺇﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻌﻬﺪﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ” !!
ﻭ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻨﻌﺮجا ﺧﻄﻴﺮا ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻮﺍء ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻋﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺰﺣﻒ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﻖ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺳﻴﻮﻗﻊ ﻛﻼ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻭﺇﻧﺸﻘﺎﻕ ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻬﺎ ﺗﺰﺍﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻬﺶ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭ ﺍﻹﺿﻄﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ.
ﺳﺆﺍﻝ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺘﻰ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﺳﺘﻔﺎﻗﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺸﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ “ﺗﻮﻧﺲ، اﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻟﻴﺒﻴﺎ” ﻭ ﺗﺄﻣﻢ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ من ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻳﺴﻘﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﻼﺫ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺇﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺍﻟﻮﺑﺎء ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﺍﻟﻤﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﻭﺇﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻫﺎﺗﻪ، ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ.
ﻓﻤﺘﻰ ﺳﺘﺴﺘﻔﻴﻖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ﻋﻀﻮ ﺗﺪﺍﻋﻰ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻭﺍﻟﺤﻤﻰ ؟
ﻭﻣﺘﻰ ﺳﻴﺴﺘﻔﻴﻖ ﺿﻤﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻕ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ؟
ﻓﻬﻞ ﺳﺘﺴﺘﻔﻴﻖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭ ﺗﻨﺘﻬﻲ ” ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ”؟