بقلم محمد ابراهمي
الشعب التونسي على أبواب مرحلة تاريخية و قادر على إخراج تونس من” الرداءة إلى الريادة” فالإستحقاقات الإنتخابية هي محطة هامة لتغيير المشهد السياسي المعتم و دفع البلاد نحو الريادة .. فالشعب و حده من يقرر مصيره في هاته المرحلة و الخروج من العزوف الرهيب و مواكبة الحياة السياسية ، أرى أن المشاهد السياسية بدأت تأخذ منحى معقدا و ضبابيا و لا شك ستؤثر سلبا على إختيار الشعب لممثليهم و سط تعدد الأحزاب و إختلاف الإيديولوجيات و كما أن بعض الأحزاب التي تنتمي لعائلة واحدة أنشقت ﺍﻟﻰ مكونات حزبية ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺮﺅﻯ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﻭﻟﻜﻦ بقيادات ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﺼﺎﺭﻋﺔ للمنافسة على السلطة بحثا عن ” الفرقعة الإنتخابية” و أعتقد ان في الوقت الراهن حان الوقت لإعادة المشهد السياسي لمساره الصحيح و إنقاذ البلاد و حلحلة الأزمة الخانقة و تتكاتف جهود كل الأطياف السياسية للخروج بالبلاد لبر الأمان واستقرارها .. فمتى يدركوا الساسة أن مصلحة تونس أولوية ملحة و تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة ..
ولا شك ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، و نلاحظ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﺍﺛﺮ ﺳﻘﻮﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ منذ الثورة الذي كان يقصي تعدد الأحزاب في فترة الإستبداد .. فالتعددية الحزبية هي أكبر دليل على الديمقراطية ما بعد الثورة و لكن أحيانا نتساءل هل هي نعمة أم نقمة ؟
اﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أصبح ﻣﺰﻳﺠﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴﺔ ﻭ المصالح الضيقة ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺘﻴﺔ بدون رؤية واضحة، فالجشع السلطوي و التكالب على المناصب و الإمتيازات الشخصية أعمت بصيرتهم ونسوا أو تناسوا مطالب الشعب الذي أصبح مجرد وقودا لحملاتهم الإنتخابية و في الحقيقة هي بروباغندا و وعود زائفة تبقى حبر على ورق ..
الدولة تعيش أزمة سياسية و إقتصادية و إجتماعية التي أفرزتها ﺗﺮﺍﻛﻤﺎﺕ ﻭﻓﺸﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، مما أدى إلى تصاﻋﺪ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻭﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺒﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و غلاء المعيشة و البطالبة و كما انها تدهورت المقدرة الشرائية في ظل ان تراجع قيمة الدينار يعتبر من أهم أسباب الأزمة الخانقة،.. اﻟﺪﻭﻟﺔ الآن بين مطرقة المطالب الشعبية ﻭ سندان ﺷﺮﻭﻁ ﻭﺍﻣﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ …
أعتقد أنه لا يوجد حل في الأفق القريب سوى تكاتف كل الأطياف السياسية و خروج الشعب من العزوف السياسي و الوقوف يد واحدة للبلاد لإنقاذها و يستعيدوا شعورهم بالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فهيبة الدولة من هيبة شعبها ،
و العزوف السياسي على الإستحقاقات الإنتخابية القادمة يعتبر خطأ ربما يتحمل الشعب نتائجه ، فكلنا نأمل ان تمتد كل الايادي لبعضها فالبلاد لم تعد قادرة على تحمل مثل هذه الازمات …والتكاتف هو الحل من اجل مستقبل افضل لبلادنا العزيزة…
فلا عاش في تونس من خانها.