بقلم: محمد إبراهمي |
المشهد الحزبي في تونس يشهد متغيرات وتصدعات وأصبح حلبة للصراع ومدخلا للانشقاقات المتتالية وتعددت أسبابها، فأصبحت لعنة الزعامتية والتصدعات تطارد الأحزاب وتزيد تشتتها، ورغم انه لا يزال يفصل الأحزاب السياسية عن تقديم قائماتها الحزبية وترشحاتها سوى أسابيع قليلة، و يبقى الغموض سيد المشهد السياسي ويصعب على الأحزاب المتشتتة والمتصدعة ان تتخلى عن عشقها للزعامتية والمصالح الفئوية والشخصية الضيقة ..
مما يفتح الباب على مصراعيه لعديد التأويلات والفرضيات وتداعيات الصراع على الزعامة على المشهد السياسي والخارطة الحزبية ،
و كما أن الصرعات الإيديولوجية وحملات التشويه والهرسلة التي تؤطرها بعض الأطراف ضد خصومها قد تزيد في تعمق الأزمة السياسية وبالتالي تؤدي إلى إنعدام الثقة بين الشعب والقوى السياسية جراء رداءة الساسة والسياسة في تونس ومخاطر العزوف الإنتخابي ..فالساحة السياسية تعاني حالياً من تشتت حزبي عميق وتداعياته وخيمة على المشهد السياسي القادم..
بعد الثورة ضج المشهد السياسي بتعدد الأحزاب بعضها لا يحمل لا برامج ولا رؤية مجرد “دكاكين ” حزبية تحركها أجندات ولوبيات لمصالحهم الشخصية الضيقة وبعض الأحزاب شهدت موجة انشقاقات وإستقالات وخلافات بحثا عن الزعامة الفردية هذا بما يسمى بأزمة “الشقوق” والتشتت وتداعياته على المناخ السياسي وخصوصا واننا قادمين على مرحلة إنتقالية لم تعد تفصلنا عنها سوى بضعة أشهر وهذه المتغيرات ان دلت فهي تدل على مصالح فئوية وشخصية ضيقة وعوض ان تكرس القوى السياسية وقتها لبرامج ورؤية نجدهم قد طغت عليهم مصالحهم ناسين أو متناسين مصلحة البلاد .. فالأوهام وحب الزعامة أعمى بصيرتهم وهمهم الوحيد السباق نحو البرلمان ..
و كما ان الخارطة الحزبية أصبحت بين مطرقة الشتات والتجميع وسندان الإنشقاق والإندماج وتأخذ منحى معقدا وضبابيا ..
و من بين الأحزاب الحديثة التي تتقدم بسرعة وبخطى ثابتة نرى ان حزب ” البديل التونسي” يشهد إقبالا كبيرا من أغلب العائلات السياسية وإنضمام العديد من الشخصيات الوطنية البارزة لتعزز صفوفه وكما انه يهدف لإحداث نقلة تحول جديدة وعصرية ويقدم برنامج سياسي وإقتصادي واضح ويعول على قيادات شابة ..و يرى البديل التونسي بخصوص تجميع الاحزاب الوسطية الحداثية للحد من التشتت الذي تعانيه العائلة الوسطية وان يكون التجميع حول برامج ورؤية من اجل المصلحة العامة ومن اجل اخراج البلاد من الأزمات والرداءة السياسية ..
فالمشهد الحزبي الحالي يشهد تصدع وانشقاق ربما يعانوا نقص المناعة السياسية المكتسبة أو بحثا عن الفرقعة الإنتخابية مما يؤدي إلى إرباك المشهد السياسي ..
فعلى الأحزاب والنخبة السياسية إعادة المشهد لمساره والتخلي عن مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة وتغليب المصلحة الوطنية والتخلص من الرداءة السياسية التي تعتم المشهد الحالي والخروج من الأزمات الخانقة نحو الريادة ..