في ظل حالة الشد والجذب الكبرى التي يعيشها العالم ، ووسط ارتفاع تيرمومتر التوتر الي درجات عالية بسبب الغطرسة الامريكية وانسياق بعض الاوروبيين خلف نزوات الرئيس ترامب وعجرفته ومواقفه الغير مسؤولة ضد ايران ، وبعد الصبر وضبط النفس العالي الذي مارسته طهران وتفويتها الفرصة علي كل مغامر طائش ان يجر الجميع الي التدحرج للحرب ، في هذه الاوضاع الملغومة تقوم البحرية البريطانية باحتجاز ناقلة نفط ايرانية ضخمة اثناء مرورها بمضيق جبل طارق وتبرير الخطوة الغير قانونية ولاشرعية بانها في إطار تطبيق العقوبات الأوروبية ضد سوريا باعتبار ان الناقلة كانت تتوجه لافراغ حمولتها في ميناء بانياس السوري ، وهو كلام لاقيمة قانونية ولاحتي سياسية له باعتبار ان العقوبات الاوروبية غير ملزمة لايران كما قال الجميع وبما فيهم غربيون ، وبسبب الموقف الإيراني الواضح في هذا الباب فان الادعاء البريطاني بدأ يتضعضع رويدا رويدا حتي حملت انباء الاثتين ان وزير الخارجية البريطاني هاتف نظيره الايراني مبديا استعداد بلاده لاطلاق سراح السفينة شرط تقديم ايران ضمانات انها لن تتوجه الي سوريا وهو مارفضته ايران من الاساس مؤكدة انها حرة في بيع نفطها لمن تشاء ولا حق لاي جهة ان تحدد لها ذلك ، وهذه المواقف الإيرانية الصارمة هي التي تجعل الغربيون يتراجعون عن تصعيدهم بحثا عن حلول تحفظ ماء وجوههم .
من جانبها كانت موسكو واضحة جدا منذ البداية في رفضها لاحتجاز ناقلة النفط الإيرانية واعتبرتها قرصنة وشريعة غاب داعية الي الافراج فورا عنها دون قيد او شرط ، وكشف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي قسطنطين كوساتشيوف ان احتجاز الناقلة الايرانية استفزاز وهدفه افتعال نزاع عسكري ، واكد المسؤول الروسى ان الاتهامات الموجهة لإيران يمكن أن تكون بمثابة بداية لنزاع عسكري حقيقي مضيفا ان احتجاز السفن بهذا الشكل يمثل تحديًا للمجتمع الدولي بأسره.
ويعتبر هذا التوضيح الروسي بمثابة فضح لنوايا الاوروبيين واعتبارهم مطايا تستخدمها امريكا وصولا لمرادها وتحذيرا لهم من استخدامهم كادوات يتم بها جر ايران الي الحرب التي سيدفعون ثمنها قبل غيرهم .
الوسوممحمد عبد الله ناقلات نفط
شاهد أيضاً
عندما لا تستوعب اليونان درس بريطانيا يتسلّى الحرس الثوريّ…بقلم محمد الرصافي المقداد
انتهج الغرب أسلوب الشيطنة في تعامله مع دولنا وشعوبنا، خصوصا تلك التي ملكت سيادتها واستماتت …