سورية الى متى ؟ ايها الأفاعى.. بقلم محمود كامل الكومى

مع عواء السلطان التركى ووقوع سلطانيته , تحت أقدام الجيش العربى السورى المتقدم داخل (خان شيخون ) ودحر الغزاه من هيئة تحرير الشام وغيرها من قوى المعارضة العميله والتى يسخرها اردوجان ويمولها تميم القطرى , يبقى الطريق معبدا للجيش العربى السورى نحو استعادة أدلب من قوى الارهاب الاردوجانى , والتى فقد السيطرة عليها منذ العام 2014.

على تلفزيون الميادين بمناسبة ذكرى الأربعين للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل , يحكى الكاتب والاعلامى اللبنانى مصطفى ناصر ,أن أميرا خليجيا كبيرا ,دعى الاستاذ هيكل على الغداء فى باريس وارسل له طائرته الى لندن آتت به الى حيث الغداء , وفاتحه الأمير بأن سوريا ستسقط خلال 3 أسابيع لأنه سيهجم عليها من كل بقاع الأرض مقاتلين ينهون حكم بشار الأسد وقد يأتون به أسيرا – فرد هيكل أنكم لاتعرفون سوريا ولاجيشها ولا أسرة الأسد وتابع أن سوريا عصية على كل تآمر وجيشها متمرس وعنده ولاء وانتماء لوطنه وبشار الأسد لايلين , وغادر الكاتب الكبير ولكن عاجله تليفون من ذات الأمير يدعوه على عشاء مع أكبر شخصية فى فرنسا , وذهب هيكل حيث اللقاء فإذا هو مع “ساركوزى” الرئيس الفرنسى الأسبق يحاول أن يقنع الأستاذ ويقول أن الامير قد أخطأ حين قال أن نظام بشار وسوريا ستسقط فى 3 أسابيع ولكنى أقرر لك أن المده ثلاث أشهر وليست أسابيع علك تقتنع الآن – ورد عليه الأستاذ هيكل بأنه يعرف سوريا من أيام وحدتها مع مصر أنها عصية على السقوط وجيشها منبع الأسود .. وغادر هيكل باريس .. وصدقت رؤيته وتأكد حدسه .

يدرك العرب شعبا وحكومات , أن سوريا اذ وقعت لاقدر الله , صارت الأمة العربية رفات تطاير ذراته مع عواصف الامبريالية والصهيونية فى الهواء , ورغم هذا الأدراك .فأن كثير من أنظمة العالم العربى خاصة الخليجية تتأمر على سوريا تعجل من وقوع سوريا فى براثن المؤامرة الكونيه , وتلك طبيعة الأسر الخليجية الحاكمه التى نصبها الأستعمار على كل دول الخليج و لكن مايثير الجدل هو مشاركة دول حدوديه فى حصار سوريا وتجويع شعبها على أمل ان يكفر بجيشه وقيادته ويثور عليها فيقع المحظور وهو المطلوب صهيونيا , وهذا ماينفذه النظام الأردنى وقوى 14 آذار اللبنانية , لكن يبقى مايحير العقل ويندى له الجبين ما يثار حول اغلاق قناة السويس فى وجه ناقلات البترول الايرانية المتجهه الى سوريا لأنقاذ شعبها , ذلك أمر يقلب الأمور ويثير الغرابة والنفور , ويقضى على الأخوة بين شعب الأقليم الشمالى وشعب الأقليم الجنوبى ويتناسى تاريخ نضال الشعب السورى من اجل الشعب المصرى ابان العدوان الثلاثى على مصر , ويهدر وحدة الدم الذى سال فى حرب اكتوبر , ويزيد من صعوبة المعادله حين يصب ذلك فى خانة السلطان المدعو اردوجان وهو عدو النظام المصرى فى احتضانه لأرهاب الأخوان المسلمين المصريين , فيما يؤكد هذه التناقضات ويعمقها انها صنيعة الأمبريالية والصهيونية , فاِذا كان لايدركها النظام الرسمى العربى فتلك مصيبه وان كان على الأدراك فالمصيبة أعظم .

لكن السؤال الأهم يقع على عاتق شعبنا العربى وقواه القومية والتقدمية وهو المدرك حقيقة سوريا كعمود لخيمة القومية العربية , لماذا هذا الموقف السلبى من حصار سوريا ؟ ولماذا يترك أنظمته تنساق كأدوات لتنفيذ أوامر الصهيونية والأمبريالية بحصار الشعب السورى وتجويعه ؟

قد يرى البعض أن الديماجوجية التى يمارسها أعلام مافيا رجال الأعمال العرب عملاء الرأسمالية العالمية فى بث سحب عبر أثيره تحجب الرؤية عن الشعب العربى , وتدشين أيران عدوا بديلا عن العدو الوجودى أسرائيل ,وأعتبار روسيا مع ايران محتلا للأراضى السورية قد أصاب الشعب العربى بالغمام !

ومن هنا فأن اِعمال العقل والتفكير بعيدا عن أعلام الصهاينة والبترودولار , لايجد غضاضة فى أعتبار ايران وروسيا حليفين أباح تحالفهما مع سوريا تآمر الأنظمة العربية على الدولة السورية بتمويل كل قوى الأرهاب من جميع انحاء العالم لتقطيع اوصال سورية وتهجير شعبها هائما على وجهه فى كل بقاع الدنيا , وعلى ذلك لم يجد النظام السورى من غضاضة فى طلب مساعدة ايران وروسيا وغير ذلك انتحار .

لعل شعبنا يدرك هذه الحقيقة الآن , وأن يضع الأنظمة العربية فى أختبار فأن ارادت مغادرة القوات الايرانية والروسية من سوريا ,عليها ان توفر بديلا يُكفر عنها سيئاتها وأن توجه الى مساعدة سوريا للتخلص من الأرهاب وتقديم المعونات والامدادات للشعب السورى ومساعدة المهجرين على العودة للبلاد , وأن تكف عن مغازلة القيادات الكردية العميلة للصهيونية , وأن تمول الجيش السورى بكل ما من شأنه طرد قوات اردوجان من سوريا والمطالبة بأخراج القوات الأميركية وتسليم قاعدة التنف للقوات السورية

وغير ذلك يبطل حجتها ويضعها فى صف أردوجان والعمالة للصهيونية والأمريكان – هذه حقائق لابد ان يدركها الشعب العربى ويعيها ليقضى على الغمام الذى اصابة خلال ثمان سنوات هى عمر المؤامرة الكونية على سوريا ليستعيد رشده وضيائه ويتقدم لينقذ سوريا وشعبها من حصار يدبر لها الآن , واِلا الى متى يترك شعبنا العربى سورية فريسة للأفاعى ,.

وتزداد الرؤية وضوحا حين يوجه مافيا النظام الرسمى العربى وأعلامه الصهيونى كل هذا الهجوم على ايران وحزب الله حليفى الجيش العربى السورى , ويتعامى الكل عامدين عن دخول القوات التركية الشمال السورى فى عربدة تدنت لها حتى الجامعة العربية , وسكون وخنوع بل وفرح من جانب حكام الدوحة والرياض للأعتداءات الاسرائيلية على الأراضى السورية , وتبرير لقاعدة التنف الأمريكية على الأرض السورية , فى تآمر واضح لتقسيم سوريا – فى حين ايران وروسيا كانتا هناك محافظة على وحدة التراب السورى .

لايجب على أحد من الشعب العربى فى هذه اللحظة الحاسمة الآن التى يتطلع فيها شعبنا السورى اليه لتخليصة من الحصار الامريكى الغربى الظالم , أن يحتج بعدم وضوح الرؤية أو بأنه قد غُمَ عليه العدو , فالعدو أمريكى صهيونى أردوجانى , وأن لم يؤوب الموقف الرسمى العربى الى عروبته وصراطه المستقيم ويقف مع شعبنا السورى ضد الحصار الامريكى الغربى ومع الجيش العربى السورى يُعضده ويقدم له كل الشكر وعظيم الامتنان على حمايته الامه العربية من الضياع , فأنه الشيطان وهو والعدو صنوان فأبشروا بحرب من شعبنا العربى ومن الله .

محمود كامل الكومى: كاتب ومحامى – مصرى

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023