الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

المشهد السياسي في تونس وتحالفات في طور التشكل .. من يتحالف مع من؟…بقلم محمد إبراهمي

سؤال ارى من الضروري طرحه:
هل كانت هذه إرادة الشعب الذي عاقب بشدة السيستام والطبقة السياسية المفلسة نتيجة فشلهم في كسب ثقة الشعب جراء تراكمات وفشل الحكومات المتعاقبة في الاستجابة للمطالب الشعبية، تحت شعار ” الشعب يريد “…أم نتيجة التشتت والإنشقاقات وحب الزعامة ؟

في قراءة للمشهد السياسي قد تكون هذه ” حالة وعي ” للشعب بعد ثمان سنوات على الثورة في ظل التقلبات السياسية والصراعات والمصالح الشخصية الضيقة، مما أدى لحالة وعي ومعاقبة الطبقة السياسية الحاكمة بكل مكوناتها وكذلك الأحزاب من خلال الصندوق في التشريعيات والرئاسيات واختار الشعب شخصية مستقلة يراها مناسبة وتترجم تطلعاته وتغير المشهد المعتم، ولا ننسى وأنها قد تكون “حالة اللاوعي” بما سينجر عنها من متغيرات جذرية في المشهد السياسي سلبية كانت ام إيجابية ..
تونس تحتاج في هذه المرحلة لقيادي جريء يقدم على الإصلاحات الإقتصادية والسياسية لتستعيد تونس نموها وإستقرارها بعد ثمان سنوات من الفوضى والأزمات الخانقة ..
و لا يزال الغموض يلف المشهد السياسي وبدأت التساؤلات تطرح تباعا حول طبيعة الحكومة القادمة التي ستتشكل على ضوء نتائج الإنتخابات التشريعية، ويبقى السؤال المطروح، من يتحالف مع من؟ وعلى اي قاعدة واي برنامج؟
وقد يحصل مأزق في التحالفات والتشتت في توزيع المقاعد بالإضافة إلى الأهمية الكبرى لمنصب رئيس الحكومة مقارنة برئاسة البرلمان..واعتقد ان إختيار شخصية محايدة تترأس الحكومة قد يكون حلا ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ، ويلغي ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻨﺎﺣﺮﻫﺎ وتشتتها.. ليكون رئيس جمهورية مستقل ورئيس حكومة مستقل، رغم ان الأمر ليس باليسير وفيه تعقيدات كبيرة، بما ان حركة النهضة تملك أغلبية مريحة في البرلمان وظهور برلمان فسيفسائي وكتل صغيرة غير قادرة على قيادة تشكيل الحكومة ولا قيادة المعارضة…المسؤولية على عاتق حركة النهضة في اختيار من سيقود الحكومة الجديدة ومن سيتولى اختيار وزرائها، وتسعى النهضة الى البحث عن حزام سياسي يقي مرشحها شر سقوط في البرلمان قد يتسبب في ضرب صورة الحركة رغم كونها كانت شريكا في الحكم والآن لاتزال في مفاصل الحكم ان نجحت في رحلتها في البحث عن تحالفات، فلا مجال للخطأ او الخروج عن إرادة الشعب الذي اعطى ثقته للبرلمان القادم وللحركة في حد ذاتها واعطى ثقته للأستاذ قيس سعيد لرئاسة الجمهورية، وهذه المسؤولية قد تكون صعبة جدا على إثر الأزمات التي خلفتها الحكومات السابقة وتأزم الوضع السياسي والإقتصادي وفعلا تونس بحاجة لقيادي جريء يقود تونس لبر الأمان وللخروج من عنق الزجاجة المتعفنة.
يبقى السؤال مطروحا: هل بإمكان الفاعلين الجدد تغيير المشهد وتحسين الأداء والخطاب وتحقيق الفاعلية المطلوبة وتحقيق مطالب الشعب؟
فالشعب سيكون بالمرصاد لكل من تخول له نفسه الإنحراف بمسار البلاد والعقاب سيكون إما بالنزول للشارع أو من خلال الصندوق .. ولابد من إحترام إرادة الشعب وضرورة الإتعاظ من التجارب السابقة التي إكتوت بنيرانها بعض الأحزاب الكبرى نتيجة التشتت وحب الزعامتية ونسوا او تناسوا مطالب الشعب وإنتظاراته، والساسة كرسوا اوقاتهم في مصالحهم الشخصية والتكالب على المناصب والإمتيازات، فهذه الأسباب ادت إلى إقصائهم من المشهد السياسي وفسحت المجال لصعود احزاب وقوى جديدة متناقضة ستحدث منعرجا جديدا في هذه المرحلة المفصلية…فهل اخطأ الشعب أم أصاب ؟ ..
ولابد من احترام إرادة الشعب والاستماع لإرادته، فإن هذه الإرادة هى التى أتت بهذه السلطة، ويمكن لهذه الإرادة أيضا أن تطيح بها، ولا يكون للسلطة أى وجود وتبقى الإرادة .. فللدولة سيادة أبدية وللشعب إرادة ثورية ..

-الشعب يريد –

 

 

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024