الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

هكذا انتم سيدي الرئيس في مقعد صدق…بقلم محمد الرصافي المقداد

من لم يعرفك من قريب، لم يصدق قوله فيك، وانخرط من انخرط في تعابير من التهكّم والاستفزاز – ولا اخال هؤلاء الا من الذين لم يؤمنوا بإمكانياتك ولم ينتخبوك من الاساس – على قول لم تقله كنت عبرت فيه عن اكبار وتقدير، لمبادرات ومقترحات من اقترح من ابناء وطنك، اولئك الذين آمنوا باستقامتك وصدقك ووطنيتك، بشأن التبرع بيوم عمل، لم يكن بمبادرة منك، لكن الصائدين في الماء العكر، والمعطلين لحركة الشباب التواق الى قيام تونس من عثرتها، تندروا بها على انه مقترح صادر منك، ولم ينقضي يوم واحد، حتى جاءت الاجابة منك مدوّية لمن في آذانهم وقرٌ، فقد بادرت اولا الى الترحم على شهدائنا بالسيجومي، استلهاما من ارواحهم الطاهرة ارادة التحدي، وعزم صادق على الامساك بزمام امور البلاد، ببركة زيارة مثوى من مثاويهم، ونصبا مخلدا لذكرهم.

ثم رفضت البقاء بقصر قرطاج، على ما جرى عليه بروتكول استلام مقاليد الرئاسة، واصررت على موقفك، رغم تحذيرات فريق الامن الرئاسي المكلف بحمايتك، وعدت الى بيتك، وكان ذلك تحقيقا لوعد قطعته على نفسك ووفّيت به، فزادك في نفوسنا احتراما وتقديرا، وفي التسريبات الاخيرة، وتعبيرا مقصودا منك، طلبت من حرمك القاضية، تقديم رخصة من وظيفتها غير خالصة الأجر لمدة خمس سنوات، وقد نزلت هذه السيدة المحترمة عند رغبتك، معبرين معا عن حقيقة ثانية تقول انكما اسرة منسجمة ومتآلفة ومتعاونة، تمتلك من الوعي والوطنية ما يكفي، لان تكونا نموذجين صادقين لزوجين تونسيين، تتشرف بوجودهما البلاد من ادناها الى اقصاها.

وحتى تغلق بابا قد يدخل منه اصحاب النوايا السيئة، التي تترصدك متعقبة آثرك، لعلهم يعثرون على ضالتهم، في مستمسك يرموك به لضرب مصداقيتك، وتشويهك باطلا، كانت مبادرتك صائبة مائة بالمائة، وتستحق كل التقدير والثناء الذي لا تريد أن تسمعه، كما كان يسمع مديحه الكذب من سبقك الى قصر قرطاج.

ومن التسريبات التي اثلجت صدورنا، مقترحاتك ومبادراتك الى تعديل الاجور العالية، والتخفيض منها، لتكون اجورا معقولة، ليس فيها استئثار على بقية الشعب، الذي اثقلت ظهره منذ زمن جرايات مشطة عبرت عن حيف كبير بحق الأجور الدنيا والمتوسطة، وكنت المبادر الى خفض جرايتك من 30 الف دينار الى 10الاف دينار هذا دون اعتبار حرمان زوجته من جراية عملها كقاضية.

هذا شيء من عدلك سيدي الرئيس، وبعض مما سمح لك به اليومين الأولين من رئاسة تونس، ونحن افراد الشعب الذين صوتوا لك، ننتظر المزيد من اجراءات خفض الجرايات والتقشف، التي ستشمل الوزراء والمدراء العامين، ونواب مجلس الشعب، وستمتد بالخصوص، الى خبايا اخرى، متعلقة بالإسراف والتجاوزات التي طالت وسائل النقل الادارية، والامتيازات التي يستغلها الى اليوم، المدراء ورؤساء الاقسام والمهندسين والموظفين السامين في الوزارات والدوائر الحكومية، استغلالا خاصا فاحشا، ادى الى استنزاف كبير لميزانية الدولة.

ومع خفض الجرايات المرتفعة، نرجو من سيادتكم النظر الى الجرايات المتدنية جدا، للطبقة المسحوقة من الشعب، والتي لا تفي بأبسط حاجيات ضعفاء الحال، فالعدل هنا يكون في تمام تكافئ فرص العيش الكريم.

التفتوا سيدي الرئيس الى ملفات مكافحة الفساد، وتحريكها نحو القضاء، واعادة القروض التي استدانها المستكرشون على البلاد، وهي فيما نعلم تعد بمئات المليارات، التي لم تسترجع لحد الان، هكذا نكون قد دخلنا مرحلة عملية من الاصلاح، الذي سيستتبعه خير كثير لتونس بإذن الله، ثقتنا فيكم سيدي الرئيس كبيرة جدا، لقد صدقناكم قبل ان تقسموا امام مجلس نواب الشعب، فراسة منا في صدق لهجتكم وحسن نواياكم، فقوموا بواجبكم على بركة الله مستعينا به، اعمل ما تراه صالحا، نحن معكم بكل هذا الشعب الذي آمن بكم وصوّت لكم، واذا احتجتمونا فنحن اهل الوقوف معكم، رهن اشارتكم ننفذ ما ترونه ينفع البلاد والعباد.

عاشت تونس حرة مستقلة، عالية الهمة.

 

شاهد أيضاً

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024