في أحدث سقوط أقنعة أدوار مسرحية النظام التركي قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أمس في اجتماع لحزب «العدالة والتنمية»: هناك من يريد أن يحول ليبيا إلى سورية أخرى.. ولو تحقق هذا سيأتي الدور على الدول الأخرى في المنطقة.
كلام باطل يراد به باطل، وهل هذه تباشير انقسام بالموقف للنظام التركي أم كالعادة للتسويف وذر الرماد في العيون؟.. ولمن يوجه هذا الكلام، للحزب الإخونجي «العدالة والتنمية وإخوانها في المنطقة» أم للشارع التركي المستاء من سلوكيات وتصرفات أركان نظام أردوغان الصبيانية المتعجرفة والخشية من وصول البل إلى «الذقن التركي»، أم تحذير للدول العربية والإقليمية المجاورة؟ أم كلها مجتمعة؟
وهل يظن أوغلو أن العالم بأسره لا يعلم أن من فتح حدوده لكل المجموعات الإرهابية «داعش» و«النصرة» وأخواتهما وضمن لها الحماية والرعاية والإقامة والمرور هو النظام التركي؟ ومن قام بعمليات احتلالية تحت عناوين براقة وإنسانية (درع الفرات- غصن الزيتون- نبع السلام) التي لا تحمل من اسمها سوى الخداع والكذب غير النظام التركي؟ ومن يحتل اليوم قرى وبلدات سورية على امتداد الحدود من ضفاف الفرات إلى ضفاف نهر دجلة غير النظام التركي؟.
ومن يسعى اليوم إلى مغامرة في ليبيا وترسيم حدود الملاحة في المتوسط وإرسال سفن وقوات تركية وإنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا غير النظام التركي؟.. ومن يسعى لإعادة أمجاد العثمانيين البائدة.. وإضفاء الشرعية على أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في (قبالة ساحل قبرص واليونان) ودعم حركة الإخوان وتصعيد التوترات مع الدول المتشاطئة على المتوسط غير النظام التركي؟.. ومن قام بزيارة «الغنوشي» وحركة النهضة الإخوانية التونسية، مصطحباً وزير دفاعه ورئيس استخباراته ملتمساً الدعم والمناصرة في حربه على ليبيا.. غير أردوغان؟.
ومن يجمع الإرهابيين في إدلب لنقلهم إلى ليبيا مقابل (3000) دولار شهرياً تدفعها مشيخة قطر، وهم في الحقيقة مرتزقة يقاتلون لحساب من يدفع لهم في أي مكان.. غير النظام التركي؟.
التاريخ يعيد نفسه، مثلما جلب أردوغان الإرهابيين إلى سورية من تونس وليبيا وفتح لهم حدود تركيا فدمّروا البلاد وهجّروا العباد وعاثوا فساداً وجلداً وسحلاً وتقطيع رؤوس وأيدٍ، فإنه اليوم ينقلهم مثل بيادق الشطرنج إلى ليبيا للقتال تحت راية (الجهاد) الكاذبة.