حوالي 2000 مهاجر تم استقبالهم وتوجيههم من طرف منظمة أطباء العالم نحو المؤسسات الاستشفائية في تونس منذ سنة 2015، رقم قد يكون قليلا مقارنة بعدد المهاجرين الذين توافدوا على هذه المؤسسات دون أن يتم تسجيلهم وبالتالي عدم وجود إحصائيات دقيقة للعدد الحقيقي.
وقد أصبح توافد المهاجرين المتزايد على تونس يشكل تحديا أمام القطاع الصحي وهو ما استوجب تدخلا من هذه المنظمة التي تحاول أن تفيد بخبراتها الجهاز الطبي، خاصة العاملين في الصفوف الأمامية منه، فاستقبال المهاجرين ومرافقتهم أصبحت مهمة صعبة تتجاوز أحيانا قدرات مهنيي القطاع الصحي والاجتماعي.
وفضلا عن نقص الكفاءة في التعامل معهم، فإن الحواجز التي تقف أمام تمتع المهاجرين بحقهم في الصحة عديدة على غرار التأخر في الحصول على العلاج، عدم معرفة حقوقهم، وضع يتداخل فيه ما هو مؤسساتي بما هو فردي ومجتمعي.
وفي هذا الإطار انطلقت جمعية أطباء العالم بالاشتراك مع المعهد الوطني للصحة وكلية الطب بتونس في تنظيم سلسلة من الدورات التكوينية حول الهجرة من زاوية علاقتها بالصحة العمومية، هذا التكوين سيمكن من فهم الاليات المتعلقة بهذا الموضوع من طرف مهنيي القطاع الصحي والاجتماعي في كافة مستويات النظام الصحي في تونس وهو أمر لابد منه لتجاوز الوضع الراهن.
ومن دوافع تنظيم هذه الدورات التدريبية الاقتناع بأن تحسين حصول المهاجرين على الخدمات الصحية يمر حتما عبر التعرف عن كثب على وضعياتهم وحاجاتهم الخاصة بهم مقارنة بغيرهم.
وتنقسم هذه الدورات إلى خمسة عناوين أو محاور تتناول تباعا مسألة الصحة النفسية، الهجرة والتحديات الصحية، الهجرة والحقوق ويهدف إلى تحسين معارف العاملين في الخط الأول وتحديدا مهنيوا الصحة والعاملين في المجال الاجتماعي وفي المجتمع المدني في ما يتعلق بخصوصيات الهجرة والصحة العمومية وتعزيز استجابة الأجهزة الطبية لحاجيات المهاجرين خاصة منهم الأكثر ضعفا وأشد حاجة.
وسيستفيد المشاركون القادمون من الولايات التي فيها عدد كبير من المهاجرين، من مداخلات خبراء محليين ودوليين على امتداد مراحل هذا التكوين الذي يتواصل إلى منتصف أفريل 2020.