بقلم صلاح الداودي ¦
نحن نرى ان الفرات السوري المحتل والجولان السوري المحتل واجهتان لعدو واحد: الاستنساخ الاردوغاني للصهيونية. ونرى ان حرب نتنياهو وترامب واردوغان على الشمال السوري، هي بروفة أولى شمال- شمال على حرب الشمال الأولى ضد العدو الصهيوني ومن معه.
ذلك ما يفعله ترامب واردوغان ونتنياهو وعربان الخليج واردوغان هو الأداة المكثفة في هذه اللحظة والمشطوبة من معادلات المستقبل بالنسبة للامريكي والصهيوني والاوروبي وان كلفتهم رأسه، رأس اردوغان، رخيصة الثمن عندهم حتى إذا حققت لهم بعض الأهداف الوقتية. فلقد حولوا بمقتضى الأمر الواقع عصاباتهم الإرهابية المرتزقة مع مرور الوقت إلى جيش احتياط إرهابي اردوغاني لا يحق ولا يصح توصيفه والتعامل معه عسكريا وسياسيا وتكتيكيا واستراتيجيا بغير هذا التوصيف ككل جيش احتلال، إلا إذا حسمها الاخوة الأتراك وتخلوا عن اردوغانهم. ثم هم حولوا جيش اردوغان إلى جيش احتياط لامريكا وحلف النيتو والعدو الصهيوني، بمعنى انه بالمعنى الصريح بات جيش اردوغانيا اختبار صهيو-امريكي ارهابي اخواني ووهابي لتدريب وترتيب أجواء حرب الشمال الأولى من سوريا ضد محور المقاومة.
انه كذلك، اردوغان، لأنه يبدو يدا ميتة على العدو الصهيوني يدا معادية عدائية لقيادة المقاومة الفلسطينية في دمشق طالما ينفذ حرفية الهدف الصهيوني وهو إسقاط القيادة الفلسطينية في سوريا. وهو كذلك لانه ينفذ الهدف الصهيو-امريكي في إسقاط القيادة الوطنية والقومية في سوريا وإيصال المجاميع الإرهابية إلى الحكم عن طريق الانقلاب العسكري الإرهابي المسلح من الخارج إلى الداخل وهو ما يقوم به الآن. ولأنه أخيرا يعمل على تحقيق القطيعة والانفصال ما بين أطراف محور المقاومة خاصة ما بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية في إيران. وبما ان كيان العدو وعربان الصهيونية العربية يشكلان بوجود القواعد العسكرية الأمريكية طوق الإرهاب المضروب على محور المقاومة في هذه الحرب الإرهابية الشاملة وغير المسبوقة، فإنه علينا أن نذهب إلى القتال كما نذهب إلى الصلاة (في القدس) كما يقول الأخ الأمين العام زياد النخالة.
لقد بتنا نعرف أنفسنا بنفس القدر والوقت الذي بتنا فيه نعرف عدونا من اردوغان إلى نتنياهو. وعليه، نظن انه الوقت المناسب والأفضل لشروع المقاومة العراقية في معركة طرد الاحتلال الأميركي من العراق ومن الحدود العراقية – السورية وهو نفس الوقت المناسب لاطلاق المقاومة الشعبية السورية في شرق الفرات تحضيرا للتحرير. وان تتجهز في دمشق وفي عموم المنطقة أجواء تنظيف السماء من الاعتداءات الصهيونية مرة تلو مرة أو تجهيز أجواء حرب الشمال الأولى من الجولان السوري المحتل. وعلى هذا الأساس يجب أن تحسب وتعمل المقاومة الفلسطينية.
نحن هنا لا نهول ولا نهون ولا نهوم، وإنما نحاول إخراج الصورة العدوانية الراسخة في دماغ العدو إلى العراء وإخراج صورة الإيمان الراسخ بضرورة المقاومة حتى الخلاص في ذهن كل مقاوم على وجه الأرض.
كنا قبل سنوات اقمنا مقارنة بين الإرهاب الصهيوني والإرهاب التكفيري على قاعدة مقارنة ما سميناه وقتها: الاردوغانية بنغريونية جديدة. نسميها الان الاردوغريونية دمجا بين الاسمين. تفتح هنا كل صور وجوه الشبه بين المشبه والمشبه به في أصل السياسة وفي التطلعات وفي العقائد وحتى في الخاصيات الشخصية.
يحتل الفرات شرقا وغربا في الجانب السوري. يعتدى عليه ويعتدى من خلاله على جغرافيا واسعة من الأرض السورية. يعتدى على الإنسان السوري وعلى الدولة السورية وعلى القيادة السورية ويتواصل العدوان بعد العدوان على سيادة الوطن السوري وعلى وحدة أراضيه وشرعية قيادته وحقها في الذود عنه وتحريره شبرا شبرا.
يحتل جيش اردوغان بديلا عن جيش الإرهاب المعولم ومعه، ما يصل إليه من التراب السوري. ويعربد مدعيا ملكية ما لا يملك ولا يستحق وكيلا عن العدو الصهيو-أميركي والإخواني-الوهابي وكل هذا الخليط المهجن من كل حدب وصوب جمعا لشتات من كل فج كأن الجمهورية العربية السورية أرض بلا شعب ولا شخصية قانونية ولا ذات معنوية ولا قيادة سياسية ولا جيش دفاع.
ولذلك نقيم هذه المماثلة الرمزية بين الجولان السوري المحتل والفرات السوري المحتل. وبالتالي وبالمقابل الجغرافي والجيوسياسي نقول ان معركة الشمال السوري هي معركة شمال فلسطين وكل فلسطين. فاردوغان يعمل على استدامة احتلاله لما ليس له ويختلق الأساطير وراء الأساطير لتبرير عدوانه ويغير الجغرافيا ويزيف الديمغرافيا ويزور التاريخ ويحرف الحضارة يفسد الثقافة وينهب الثروات ويخترع القوانين ويستنسخ الذرائع الأمنية والعسكرية ويرفع راياته ويريد أن يحصد نتائج حرب لم تكتمل ولم تنته ولن تنتهي الا بالنصر المؤزر.
نعم “تسقط إسطنبول ولا تسقط حلب”، نعم يجب أن يعود الشمال السوري بالقوة كما أخذ بقوة الغدر الإرهابي المعولم ولن يرضى أهله بقبول المحتل مهما تكبدوا من ماسي التهجير الإرهابي القسري والتنكيل والذبح والتشريد والتجويع والحرمان والعبودية والرهن.
يتابع كل العالم ما يقوم به جيش اردوغان المركب من عسكر التطبيع العثماني ومن مرتزقة عصابات التطبيع الإرهابية التابعة للصهيونية العربية ولاصقاع أخرى من العالم كما يتابع ما يقوم به جيش نتنياهو الإرهابي وجيش ترامب الإرهابي وعموم عسكر النيتو الإرهابي. وبقطع النظر عن سير المعارك ومسار التصعيد وما ستؤول اليه الأمور، نجزم بأن سلوك اردوغان العسكري سلوك إرهابي أهوج وبانه لا يفهم الا لغة القوة الكاسحة القاسية القاصمة ولا يرتدع الا باشهار القرار الحاسم الجازم الحازم الناجز.
لا يسعنا إلا التذكير بقاعدة وحكمة النصر التي نراها مناسبة: علينا أن نحسم حالما توجب علينا الحسم. ولقد كتب علينا الحسم. وإنما النصر للمقاومة.