القرار الذي صدر من المحكمة في لبنان بإيقاف الملاحقة القضائية للعميل والخائن لوطنه الفاخوري اللبناني المسؤول عن عمليات التعذيب بكل أنواعه في سجن الخيام في الجنوب اللبناني أثناء الاحتلال الاسرائيلي للجنوب اللبناني إن دل على شيء فإنما يدل على ان لبنان كغيرها من دول النظام الرسمي العربي إنما هي خاضعة لارادة البيت الابيض. ولا شك ان البيت الابيض قد قام بالتهديد بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على لبنان إذا ما قام القضاء اللبناني بإصدار الحكم عليه, وكان ان هدد الكونغرس الامريكي بمحاسبة لبنان أيضا بهذه القضية.
والسؤال هو أين هى الكرامة التي يتغنى بها لبنان وبنظامه القضائي المستقل الذي يحكم بالسجن على من يسرق دجاجة ليأكل ويترك خائنا وعميلا والذي لا يخجل من التفاخر بماضيه الاجرامي وبعمالته للكيان الصهيوني؟؟؟ من الواضح ان النظام القضائي ليس مستقلا او نزيها او ذو مهنية التي يتغنى بها…هؤلاء المتضررين من هذا العميل والخائن والذي اتى وبكل وقاحة وجرأة لانه مدرك ان قاطن البيت الابيض سيقوم بحمايته كان عليهم وما زال تصفيته جسديا إن سنحت لهم الفرصة لذلك لانهم يدركون ان هذا القضاء مخترق من قبل المخابرات الامريكية والا لما كان هذا هو حكمه.
وكان على الحكومة اللبنانية ان تدرك ومنذ دخوله الى البلد ان زيارته ليست زيارة عادية أو نزيهة وأن وراءها ما وراءها من تجسسس وتحدي سافر وعلني وتأتي ضمن موجة التطبيع مع العدو الصهيوني الذي تدفع اليه الولايات المتحدة وأذنابها وخاصة الخليجية منها. ولكن الطبقة السياسية التي أخرجت المجرم والقاتل جعجع من السجن لم يكن غريبا عليها ان تبرىْ المجرم الفاخوري من جرائم تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية التي لا تسقط بالتقادم. العميل للكيان الصهيوني والخائن لوطنه يبقى خائنا وهذه الخيانة لا تسقط بالتقادم أيضا وتستحق عقوبة الاعدام وهذا العرف القانوني المتبع في كل انحاء المعمورة وفي حالات “الرأفة” تنزل عقوبة الاعدام الى السجن مدى الحياة.
وللاسف انه بينما نرى مكانة الولايات المتحدة تهتز وتتأكل على مستوى الساحة العالمية فإن مكانتها في منطقتنا تتصاعد نتيجة الانبطاح كامل للنظام الرسمي العربي وحرف بوصلة الصراع. وكلمة نهمسها للبنان وهي أن تحمل نتيجة العقوبات الامريكية وأذنابها في المنطقة هي الكرامة والعزة للبنان وشعبه.