الشعب الصينى أعطانا المثل الأعلى في أن الانضباط هو الذى يقود الأمم نحو العلا والمجد
أثبتت الصين أنها دولة مؤهلة لأن تصبح القوة العظمى الأولى في العالم بجدارة بعد أن استطاعت أن تدير أزمتها في مواجهة فيروس كورونا المستجد بذكاء وتخطيط سليم وعلم وقدرات تنظيمية فاقت تصورات الجميع حتى أصبحت في خلال أسابيع قادرة على أن تكون نموذجًا يحذو حذوها من أصابته الجائحة. لم يكن العلم فقط والتخطيط الجيد هما من قادا الصين كى تتفوق على فيروس كورونا ولكن إرادة الشعب واحترامه للقوانين وجديته في مواجهة الموقف الرهيب الذى يهدد الآن صحة بل وجود دول كثيرة. انضباط الشعب الصينى هو كلمة السر في كل ما حققته الإمبراطورية الصينية من مكاسب ونجاحات والحسم في تنفيذ القوانين هو من جعل شعبًا كان يعتبر منذ عقود قليلة عبدًا للأفيون والمخدرات إلى شعب يعتبر الآن الأغزر إنتاجًا والأكثر قدرة على العمل بدون كلل ولا ملل. الشعب الصينى أعطانا المثل الأعلى في أن الانضباط هو الذى يقود الأمم نحو العلا والمجد. وأن الحسم في تنفيذ القوانين هو الذى يبنى ويقوم المعوج.. وهو من يغذى الشعور بالعدالة عند الجميع وهو من يصنع مجد الأمم. في المقابل وجدنا دول أوروبا وهى الأكثر ديمقراطية وعلمًا وابتكارًا تهوى وتعجز عن مواجهة الفيروس الذى أظهر عوراتها في خلال أيام أو أسابيع قليلة. ووجدنا القارة العجوز تواجه أكبر محنة واجهتها منذ الحرب العالمية الثانية. ويتهاوى اقتصادها بعنف ليجعلها على المحك ما بين البقاء والنهاية. الالتزام الصينى كان مواجها لحالة الفوضى السلوكية التى يعانيها الشعب الإيطالى الذى تعامل مع أزمة فيروس كورونا بسخرية واستهانة وهو نفس السلوك الذى وصم السلطات الإيطالية التى لم تتعامل مع الأمر بالحسم المطلوب.. وهو تقريبا نفس التصرف الذى جرى لمواجهة الجائحة في بقية دول أوروبا حتى صارت القارة العجوز في موقف صعب بعد أن فقد عدد من دولها السيطرة على الأمر. ثقافة الشعوب هنا كانت العامل الحاسم في مواجهة الفيروس فقد استطاع شعب مطيع قليل الكلام كثير الفعال مثل الشعب الصينى أن يضع دولته على قمة العالم في مواجهة الفيروس اللعين.. بل وضع دولته في مواجهة العالم كله الذى كان ينظر إلى المحنة الصينية بشماتة مدعيا أن الوباء نتيجة ابتلاء إلهى بسبب اضطهاد الصينيين لأقلية الإيجور. وهو ادعاء كان يغذيه بضراوة معسكر الإخوان التركى وتابعيهم وتابعى تابعيهم. ولم تخل نبرة الغرب الذى تقوده أمريكا وتابعيهم وتابعى تابعيهم. من روح الشماتة أيضا في التنين الصينى القادم بقوة نحو كرسى عرش العالم كى يزيح إمبراطورية الشر الأمريكى ويأخذ مقعد العرش منها عندما صرح وزير خارجية أمريكا بأن فيروس الكورونا انتقل لمواطنى مدينة «ووهان» الصينية بسبب أكلهم لحوم الخفافيش التى يعشقون تناولها.وهو كلام لا يستند إلى أسانيد علمية خاصة أن الصينيين يتناولون هذه الخفافيش وغيرها من الحيوانات والحشرات والزواحف منذ مئات السنين وربما آلاف السنين. التزام الشعب الصينى المعروف عنه الطاعة الجيدة واحترام القانون كان هو السلم الذى صعدت عليه إمبراطورية الصين نحو عرش الكرة الأرضية وتصبح الدولة الأكثر تقدما والأغزر إنتاجًا والدائن الأكبر والأخطر لأمريكا. وستصبح الصين الدولة الأكثر استفادة من الأزمة بعد أن تتم التعافى منها لأن مصانعها التى توقفت جزئيًا في الأسابيع أو الأشهر القليلة الماضية أدت إلى أكبر كساد لم يشهده العالم منذ عقود. ولم تستطع أى دولة أخرى أن تسد الفراغ الذى نتج عن نقص السلع والمنتجات الصينية. فالتنين الصينى العائد بقوة نحو عادته الدائمة في الإنتاج سيعزز نموه الذى كان.