أخبار عاجلة

بين الإستثمار في زمن الكورونا ٠٠ و” كوفيد الأزمات”

الناشط السياسي محمد إبراهمي |

بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد يشهد العالم ظروف صعبة لم يعشها منذ فترة طويلة ، كائن مجهري أوقف مسار الحياة في العديد من الدول.،حيث أغلقت عدة دول حدودها وفرضت حالات من حظر التجول، وتعطلت الأعمال من مختلف القطاعات. فهذا الوباء فتك باقتصاد كل الدول من دون أي استثناء..

تونس تواجه تحديات إقتصادية و إجتماعية في ظل تفشي كورونا تستوجب وحدة وطنية تحصن الوطن من هذه الجائحة و تستدعي الإلتفاف و التضامن و اعتماد معالجة شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية للتصدي نهائيا لمخاطر هذا الوباء كي يستعيد الوطن مقومات استقراره، وينعم المواطن بالسلم الاجتماعي،

__ كوفيد “الأزمات”

بينما البلاد تحارب بكل إمكانياتها للتصدي و إحتواء هذه الأزمة الوبائية و بدل ان يساند الشعب بعضه البعض ضد جائحة كورونا البعض يحاول استغلال الظروف لتحقيق أرباح غير قانونية ولا شرعية ولا إنسانية، ولا حتى أخلاقية، هؤلاء تجار الحروب الذين لا يترددون في احتكار السلع وإلهاب الأسعار واقتناص الفرص، و تستمر “بورجوازية الكوارث”في الاستثمار في مآسي المواطن التونسي و ليس بالظاهرة الجديدة، فهو فيروس ضرب الانسانية منذ سنين ويظهر في كل مرة بشكل مستجد كفيروس كورونا ، وهو استثمار لن يؤدي إلا لتعميق الفجوة بين المواطن و المستكرشين ، فهم لا يعرفون معنى التضامن ، ولا يرون في الأزمات إلا “فرصة” للاغتناء والاستثمار في المحنة، هؤلاء مستثمرين في المآسي بَما يسمى ب ” كوفيد الأزمات”

_ الإستثمار في زمن الكورونا

لما كل هذا التشائم، يمكننا أن نحول المحنة إلى منحة تكون فيها بلادنا إثر حربها ضد كورونا و مابعد الحرب أفضل بكثير مما كانت عليه قبل الأزمة الوبائية، و قبل كل شيء لا بد ان تكون وحدة وطنية صماء بين كل التونسيين دون إستثناء و كل السياسيين و الدولة في حد ذاتها ضد هذه الجائحة بعيدا عن التجاذبات السياسية و المصالح الشخصية و بعيدا عن الشعبوية المقيتة، و بذلك يكون التضامن فيما بينهم، و على الدولة ايضا توفير كل الضروريات الأساسية للشعب في هذا الظرف الإستثنائي في ظل الحجر الصحي التام و خاصة الفئات الإجتماعية الهشة ، و دعم المستشفيات و جيش البدلات البيضاء فهم في الصفوف الأمامية لمحاربة كورونا و دعم الكفاءات الوطنية من المهندسين و غيرهم من المخترعين و استقطاب كل الكفاءات وفي شتى مجالات الاختراع لدعمهم والإحاطة بهم، لمساندة للجهود الوطنية المبذولة للتصدي لفيروس كورونا..و ضروري جدا وضع خارطة طريق أثناء الأزمة الوبائية للحد من التداعيات الإقتصادية و الإجتماعية و بالتالي لن تواجه الدولة مشكلة في سيناريو الخروج من الحجر الصحي و هو موضوع في غاية الأهمية و يستوجب إجراءات دقيقة و جذرية تساهم في جانب مهم للتصدي لكورونا و إحتوائها تدريجيا أثناء فترة الحجر الصحي و مراعاة الفئات الإجتماعية الهشة و المعطلين عن العمل بسبب البطالة الفنية جراء هذه الأزمة الوبائية ، و هذا بما يسمى بالإسثمار في زمن الكورونا للتصدي للجائحة بأخف الأضرار.

لابد ان تتعض الدولة من هذه الأزمة مما انتجته من دروس كورونا الاشد ايلاما للبشرية منذ الحرب العالمية الثانية، و تعطي الأولوية في الإصلاح الجذري للمنظومة الصحية
و الاعتناء بطاقاتنا الطبية واطاراتنا الصحية والشبه طبية وهذا عبر فتح افاق حقيقية تجعلنا نحافظ على هذه الكفاءات لبقاءها في تونس دون ان نخسرها ويستغلها الغير في بلدان العالم ، و إحداث مستشفيات جامعية في المناطق الداخلية بعيدا كل البعد عن الجهويات المقيتة و تفعيل مبدأ التمييز الإيجابي..

نحن اليوم أمام معركة موحدة و لندع السياسة جانبا و المصلحة الشخصية و نعمل جميعا من أجل مجابهة جائحة عالمية اشد فتكا بالبشرية و لا يمكن النجاح إلا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺿﺪﺓ ﻣﺠﻬﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، و الإلتزام بالتعليمات الوقائية و ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﺍلمسؤولة بمخاﻟﻔﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺧﻄﺮﺍ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﻞ ﺗﻤﺜﻞ ﺧﻄﺮﺍ ﻛﺎﺭﺛﻴﺎ على ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ أولا ثم على محيطه و أيضا على الدولة في حد ذاتها ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ و الجهل بهذا الوباء القاتل ، و بالتالي الشعب مطالب بتطبيق و الإلتزام بالحجر الصحي و كذلك الدولة مطالبة بتوفير سبل و حلول جذرية لضمان عيش كريم لفئة كبيرة من الشعب دون سياسة اللامبالاة ، و بهذه المعادلة العادلة نستطيع أن نتحدث عن دولة قوية وعادلة..

 

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …