الناشط السياسي محمد إبراهمي |
شكلت الأزمة الوبائية تحديا لكافة دول العالم، و أهمها التداعيات التي سببتها الأزمة لواقع الشراكات والتحالفات الدولية الراهنة، فضلا عن تحليل دور منظمات العمل الجماعي و أهمية التضامن الدولي خلال الأزمات، بالإضافة إلى تناول تأثير الأزمة على الأستقرار الإقليمي،
في هذا الظرف الإستثنائي دور دول الجوار في حل المشكلات الإقليمية ضروري جدا و أن تكون تحركات هذه الدول متكاملة لا متنافسة؛ هنالك عوامل مؤثرة إستراتيجية وهي العوامل الجغرافية والجيوسياسية و هنالك مصالح إقتصادية و سياسية و ضرورة التوصل لحل أو تسوية للمشكلة و التدخل في توجيه مواقف وسياسات دول الجوار إزاء مشكلة أو قضية إقليمية ،
و أرى ان موقف تونس الثابت و الداعم لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا ضروري و مهم لتعزيز الإستقرار الإقليمي إزاء الملف الليبي و يجب ان يكون دور دول الجوار متماسك و موحد داخليا و إقليميا و يعكس بدوره الأثر الايجابي على توازن و إستقرار دول الجوار و أصبح بالفعل لاعبا أساسيا في التفاعلات الإقليمية خصوصا في الصراعات والأزمات .. الملف الليبي يحتاج للحوار وصياغة خارطة طريق تجنبا النزاع المسلح الداخلي ووقف أي تدخل سلبي خارجي ووضع حل عادل و شامل و دائم لتكريس الإستقرار الإقليمي.
دول الجوار و الإستقرار الأمني و الإقتصادي المشترك إقليميا و دوليا ، خصوصا في هذا الظرف الإستثنائي أثناء الصراع المسلح في ظل الأزمة الوبائية ، أرى ان أي تدخل خارجي سلبي سيأزم الوضع و تتفاقم الأزمة و ربما يخدم مصالح خارجية ضيقة سياسيا و إقتصاديا ،في الوقت الراهن تتواصل الأزمة الليبية تتصاعد اذ عززت قوات حكومة الوفاق الليبية تقدمها على الأرض وأحبطت هجمات مضادة. وبينما رئيس الحكومة فايز السراج أغلق مجال التفاوض مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقد أحبطت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية محاولة تقدم لقوات حفتر في محور عين زارة جنوب العاصمة طرابلس و تواصل تقدمها نحو مشارف قاعدة الوطية في شمال غربي البلاد، تمهيدا لاقتحامها،
فالوضع في ليبيا ، مثله مثل سائر الدول الاخرى يتطلب مجهودات موحدة من اجل التصدي لهذا الفيروس الذي يهدد الشعوب بشكل غير مسبوق ولا يشكك احد اليوم ان اولية المرحلة في ليبيا تتطلب وقفا عاجلا للقتال ، ولو مؤقتا ، للدخول في حرب اخرى ضد الوباء الذي عجزت امامه اقوى البلدان ذات الامكانيات الاقتصادية والطبية الهائلة ، فما بالك ببلد يفتقد لأبسط التجهيزات الطبية لرصد ومجابهة هذه الجائحة الدولية بسبب تدمير المنظومة الصحية جراء الحرب المتواصلة منذ 9 سنوات..
أعتقد أن هاته الأزمة قد تهدد الإستقرار الإقليمي للدول الشقيقة في ظل سكوت رهيب من الدول العربية و القوى الدولية رغم إعترافهم بشرعية حكومة الوفاق الوطني ،كما أن الشعب الليبي يحلم ﺑﺪﻭﻟﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ تسع ﺳﻨﻮﺍﺕ تتعمق الأزمة ﻭﺳﻂ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻟﻔﻮﺿﻰ ﻻ ﺣﻞ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ أو ربما إنقسام عميق داخلي تداعياته سلبية على الشعب الليبي أثناء الازمة الوبائية ، يحتاج لهدنة لفسح المجال للجانب الإنساني في زمن الكورونا و الحد من إنتشار هذا الوباء واحتواء مخاطره، ومن ثم معاودة الاهتمام بمناطق الصراعات و حلحلة الأزمة السياسية و الصراع المسلح العالق في ليبيا ، يجب التفكير مطولا في مدى قدرة البنية الصحية الليبية على الاستجابة حال ظهور المرض وانتشاره، و ماهو مصير الشعب الليبي العالق بين مطرقة الصراع المسلح و سندان جائحة كورونا ،
هل تنتظر القوى الإقليمية و الدولية سقوط ليبيا في مربع الفوضى و الحرب الأهلية و أثناء تفشي كورونا و تكتفي بالإستنكار و التنديد أم ستوقف النزيف ولو وقتيا لمعالجة الازمة الوبائية و ثم حلحلة الملف الليبي لإعادة الإستقرار الإقليمي و الدولي ؟!
متى يستعيدوا الشعوب العربية شعورهم بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟
و متى ﺗﻨﺠﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻤﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻷﻣﺔ العربية.. ؟