من المعيب والكارثي بحق دول من المفترض أن تكون عظمى، كما تسوغ لنفسها من وزن أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وهي أعضاء في مجلس الأمن الدولي المخول حفظ الأمن والسلام الدوليين.. ومن البدهي أن تكون هذه الدول المومأ إليها على مسافة واحدة من جميع دول العالم، بل المطلوب منها أن تعمل لمصلحة البشرية جمعاء لا أن تعمل في السر وكذلك على رؤوس الأشهاد مع حلفائها وشركائها لكيل الاتهامات لهذه الدولة أو لتلك لغايات سياسية واقتصادية واستعمارية والهروب إلى الأمام تارة وإلى الخلف تارة أخرى بسبب عجزها أمام شعوبها إلى تسييس قضية إنسانية بامتياز تلمّ بالبشرية جمعاء من وزن فيروس كورونا الذي انتشر كما تنتشر النار في الهشيم.. يحصد هنا.. ويبيد هناك ويحطم في مكان آخر.. وعطل كل شيء يمشي ويدور ويطير.. حَجَر نصف سكان العالم في غرفهم التي باتت أشبه بغرف العناية المشددة.. بينما النصف الثاني مهووس بالتنظيف والتطهير والتعقيم.. أو بالخطابات والتفسير والتنظير وإسداء النصائح في الوقت الذي لا تزال أسرار كوفيد 19 عصية على المعرفة على الأقل لأغلبية سكان الأرض.. وما يشاع ويروج عنه سوى تحليلات وتأويلات ونصائح يدحضها اليوم الثاني مع استمرارية هذا الفيروس المجهول المستجد المستمر..
وبدلاً من هذا الكباش الذي لا يسمن ولا يغني من جوع بين أركان العالم الذي يدعي التحضر والإنسانية الكاذبة كان الأجدى والأجدر العمل كفريق واحد منسجم متعاضد لتعميق التعاون العالمي بين مراكز القرار السياسي من جهة والأطباء والعلماء والباحثين وفنيي المختبرات وشركات الأدوية العابرة للقارات.. والمختبرات البيولوجية السرية التابعة للدول الصناعية الكبرى للكشف عن لقاح اليوم قبل غد يحد أو يقضي على هذه الجائحة التي ألمت بالكرة الأرضية وكشفت زيف تقدم الكثير من الدول وعطلتها إلى إشعار آخر عوضاً عن تحقيق مكاسب مادية تارة وسياسية انتخابية تارة أخرى.. والقرصنة والمهاترات السياسية المتصاعدة