كيف تلجأ أمريكا للتصعيد ضد دولة ما؟ ببساطة تختلق الذرائع والحجج كمقدمات لذلك التصعيد فهذه هي الوسيلة الأمريكية الجاهزة دائماً، فمثلاً تزعم “اعتراض” زوارق إيرانية لسفنها في مياه الخليج، لتتضح الصورة الدقيقة بنفي إيران وثبوت العكس، ولو افترضنا صحة الرواية الأمريكية فيحق لإيران اعتراض السفن الأمريكية، لأن الأخيرة هي الدخيلة على المنطقة.
الذريعة الأمريكية إضافة إلى أنها تأتي في سياق التصعيد المتواصل ضد إيران فأسبابها تتعلق بما يلي:
-محاولة أمريكا إثبات “قوتها” ووجودها في المنطقة للتغطية قدر الإمكان على صورة قوتها الآفلة.
-إعادة التلويح بشبح الحرب -رغم أنها لا تريدها- وإدخال المنطقة في دوامة القلق والترقب، أي إيجاد حالة فوضى فوق الفوضى الموجودة أساساً وبفعلها.
-عطفاً على ما سبق، فإن التلويح بشبح الحرب من شأنه تخويف الدول المحسوبة عليها أي تخويف بعض دول الخليج من إيران كالسعودية مثلاً، ما يستدعي الهرولة لدفع ثمن “الحماية” التي “توفرها” أمريكا بمئات المليارات وعقد صفقات سلاح جديدة، وهذا بالمجمل من وجهة نظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصب في سياق مكاسبه الانتخابية وهو ما يحتاج إليه راهناً بعدما أصبح أمر فوزه بولاية ثانية من عدمه محط تساؤلات على خلفية التأخر في الاستجابة لمواجهة “كورونا”.
-بأي طريقة تريد أمريكا زيادة الضغوط على إيران أملاً في التوصل في الختام إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد يرضي أمريكا وبشروطها.
-إضافة إلى ما سبق تريد أمريكا قطع الطريق على أي إمكانية للحوار بين إيران وجوارها الإقليمي وهو ما تدعو إليه إيران دائماً، لأن الحوار ليس من مصلحة أمريكا.
في كل جولات التصعيد الأمريكية ضد إيران، كانت الغاية محاولة النيل من حضورها على الساحة السياسية الدولية، و”تحجيم” إضافة إلى التأثير على مكانتها في محور المقاومة الذي بوصلته فلسطين وقضيته إنهاء كيان الاحتلال الصهيوني، وهنا المسألة الأساس لأمريكا حماية كيانها اللقيط.
الخطوة الأمريكية هي محاولة جديدة غرضها استفزاز إيران وجس نبضها ومدى جهوزيتها وقدرتها على المواجهة، رغم أن أمريكا تتابع وتدرك مدى الجهوزية الإيرانية التي تؤكد دائماً أن رداً حاسماً وقاسياً سيكون في حال أي خطأ للأسطول الأمريكي في مياه الخليج.