مدخل:
يمثل قرار مجلس التعاون الخليجي الذي يصنف حزب الله “منظمة إرهابية”، وبعد تبنيه من قبل مجلس وزراء الداخلية والخارجية العرب نقلة نوعية، ضمن سلسلة الهجمات المضادة التي تشنها الرجعية العربية، وبدعم مكشوف من قبل الكيان الصهيوني على قوى المقاومة. وذلك نتيجة لما تحمله هذه الخطوة من دلالات خطيرة وعميقة. تتجاوز حدود المماحكة التي تعودت عليها القوى الرجعية الى الرغبة في المضي نحو متغيرات استراتيجية كبرى على مستوى الصراع العربي الاسرائيلي. وبشكل يتجاوز صيغة اتفاقيات كامب ديفيد. فإذا كان السادات قد تحدث عن الحاجز النفسي المتبقي والذي يحتاج الى وقت لتجاوزه ، فان الانظمة الرجعية باتت تعتقد ان اللحظة باتت جاهزة لتجاوز هذا الحاجز وإغلاق مرحلة رفض ومواجهة الكيان الصهيوني بشكل نهائي.لذلك بات من الضروري التحديد الدقيق للسياق الذي يندرج فيه هذا التوجه من ناحية أولي. والأهداف المرتجى تحقيقها من ناحية ثانية. والآليات المتبعة لتنفيذه من ناحية ثالثة. وآليات مواجهته والتعامل معه بما يقتضيه من ناحية رابعة. وذلك ضمن العناوين الاتية :1 ــــ سياق الاتهام الزائف 2 ـــ القطبة المخفية في سياق استهداف المقاومة 3 ـــ ماذا عن الكيان الصهيوني 4 ـــ آليات الاستهداف 5 ــــ آليات المواجهة.
اولا : سياق الاتهام الزائف
ينهض هذا السياق على مجموعة من الاكاذيب التي يعرف اصحاب القرار قبل غيرهم انها مجرد خزعبلات سياسية. فالحيثيات التي استند اليها التصنيف والتي يمكن استخلاصها من قرار مجلس التعاون الخليجي والبيان الصادر عن مجلس وزراء الداخلية العرب . ومن الجلي ان تلك الحيثيات تفتقد لأسس صحيحة يمكن البناء عليها من اجل استخلاص نتائج ذات قيمة. كما ان الذين صاغوا تلك الحيثيات يعرفون جيدا انهم لا يستطيعون الدفاع عن أي منها بشكل منطقي وعقلاني؛ لأنهم يعرفون انهم يكذبون. وان صياغتهم لتلك الحيثيات لم تكن إلا مبررا لصياغة قرار للتعامل معه في مستوى اعلى من مستوى دحض اكاذيبهم والرد عليها. فتلك القوى انطلقت في قرارها بقصد الاعتداء واستهداف المقاومة عن سبق اصرار وترصد وليس من اجل البحث عن الحقيقة. وان كل الحيثيات التي طرحتها لا تعدو عن كونها مجرد ذرائع مفتعلة لتبرير قرار. فالقوى الرجعية عندما اقدمت على تلك الخطوة لم تكن تنتظر من قوى المقاومة اثبات العكس لكي تتراجع عن هذه الخطوة. وهذا ينقلنا الى السياق الثاني سياق الاستهداف.
ثانيا : سياق الاستهداف
السؤال الجوهري الذي يطرح في هذا المستوى يتلخص في القول : هل اتخاذ ذلك القرار يستند فقط الى مجموعة التهم المشار اليها، والتي تقتصر على دور الحزب “التخريبي” في الساحة العربية الامر الذي يشكل تهديدا للأمن القومي العربي حسب بيان وزراء الخارجية العرب ؟ وهذا بدوره يطرح سؤالا اخر مفاده : ما هو مفهوم الأمن القومي العربي عند هذه الأنظمة ؟ وهل اسرائيل بالنسبة لها تشكل تهديدا للأمن القومي العربي؟ الاجابة على هذه الاسئلة ارتباطا بحيثيات قرار التصنيف التي تم تعدادها على مهل تقول : ان هذه الانظمة لم تعد تعتبر اسرائيل تشكل تهديدا للأمن القومي العربي. لذلك فان دور حزب الله في مقاومة الكيان الصهيوني ليس له قيمة عند هذه الانظمة وأتباعها، حتى في اكثر الصيغ نفاقا مثل تلك التي وردت في البيان التوضيحي الصادر عن مكتب الشيخ راشد الغنوشي والذي جاء فيه: ” الشيخ راشد قد صرح بأن دور حزب الله في المقاومة دور مقدر ويعترف به الجميع ، ولكنه عبر مرارًا عن إدانة ورفض الدور الإيراني، ودور حزب الله في الوقوف مع الثورات المضادة ومع الطائفية في سوريا وفي اليمن ، ما أدى إلى الدمار والدماء والمعاناة في كلتا البلدين وخاصة سوريا “. مع ملاحظة ان البيان لم يكلف نفسه السؤال عن دور حزب الله في المقاومة وعلاقته بإيران وسوريا. وهل كانت ذات تأثير ايجابي او سلبي على تلك المقاومة ؟ بل عن العلاقة بين استهداف سوريا الان ودورها في تلك المقاومة.خلف هذا العمى الادراكي على المستوى السياسي والذي يضع عصابة سوداء على العقل قبل العين وعن قصد تختبئ القطبة المخفية في قرار مجلس التعاون الخليجي المُثنى عليه من مجلس وزراء الداخلية العرب. والتي يمكن صياغتها في النقاط الاتية :
اولا : توفير الارضية التي تساعد على نقل المقاومة من تحت سقف منظومة القوانين والأحكام الدولية التي تشرعها. وتدعو الى تقديم الدعم المادي والمعنوي لها في وجه العدوان الصهيوني. وإدراجها تحت سقف القوانين والأحكام الدولية التي تدين وتجرم الارهاب بالمفهوم الغربي.
ثانيا : نقل اسرائيل من موقع الاتهام بالعدوان والعنصرية حسب تكييف الاحكام والقوانين الدولية التي تعرف العدوان وما يترتب على ذلك من احكام. الى موقع الدولة المستهدفة بالإرهاب من قبل المقاومة.
رابعا : الاعتماد على التحشيد الطائفي من اجل استبدال التناقضات الرئيسة في المنطقة بتحويل شحنة العداء الشعبي للكيان الصهيوني باتجاه ايران. بما يشكل الأرضية المناسبة لخلق تحالف عربي ــــــ اسرائيلي في مواجهتها. الأمر الذي أكد عليه ملك البحرين وبوضوح حين قال :” دول الخليج تدرك الآن أن إسرائيل هي حليف ضد إيران وقادرة على إرساء الاستقرار في المنطقة ودعم الدول المعتدلة”. وذلك أمام رئيس مؤسسة التفاهم العرقي في نيويورك، الحاخام اليهودي «مارك شناير» حسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في عددها الصادر يوم السبت 5 / 3 / 2016.
خامسا : ان النجاح فيما سبق يستدعي بالضرورة وضع صيغة لاحتواء المقاومة الفلسطينية خاصة وانه من الصعب استخراج قرار بشأنها شبيه بالقرار المتخذ بحق حزب الله. وتتمثل صيغة الاحتواء التي يتم الاشتغال عليها وحسب المعلومات في قيام ثلاث دول عربية من بينها المملكة السعودية بعقد لقاءات مع اسرائيل في العاصمة المغربية تمهيدا لطرح مبادرة بديلة لمبادرة السلام العربية. تهدف الى تجميد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لعشرين سنة قادمة.
وحقيقة الأمر ان هذه الانظمة قد بدأت التمهيد لمثل هكذا تصور قبل اصدار قرار مجلس التعاون الخليجي بكثير. فتصاعد نسق التطبيع مع الكيان الصهيوني والذي شمل كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمينة، والذي ترافق مع عملية تدجين اعلامية كبرى. واستهداف المقاومة ومنذ زمن عبر الفتاوى الطائفية المتواصلة بما يخلقه ذلك من ضعضعة لغير الراسخين في مواقفهم. لم تكن إلا عملية خلق بيئة مواتية لاتخاذ مثل هذا القرار. الذي جاء في مفصل جملة المتغيرات الاقليمية والدولية الضخمة. والتي تشابكت مع الحرب على سوريا وصمود الدولة السورية. كما جاء في ظل الفشل الاستراتيجي لتلك الأنظمة المترافق مع ظهور ملامح انهيار الاقتصاد الريعي. وظهور موجة من النقد تجاهها في الاعلام الغربي بعد موجة الصمت مدفوعة الثمن. وخشيتها من تخلي مشغلها الامريكي عنها. الأمر الذي يجعلها تشعر انها تقف على بوابة السقوط التاريخي. وعلى ضوء ذلك نجدها تتصرف على اساس ان البوابة الاسرائيلية هي البوابة الذهبية لإعادة الدخول لفناء البيت الابيض الذي يمثل سقف حمايتها. وقد كان ملك البحرين واضحا تماما في اللقاء الذي سبق الاشارة اليه حيث قال : «إسرائيل قادرة على الدفاع ليس عن نفسها فحسب بل عن أصوات الاعتدال والدول العربية المعتدلة في المنطقة». وان «توازن القوى في الشرق الأوسط بين معتدلين ومتطرفين يستند إلى إسرائيل “.
ثالثا : ماذا عن الكيان الصهيوني
من الجلي ان الكيان الصهيوني لم يقف موقف المتفرج او المراقب من بعيد لمثل هذه التحولات الاستراتيجية في عقلية الانظمة الرجعية العربية. لكنه يحاول الاستفادة من هذه اللحظة الى الحد الأقصى. مثلما استغل الفرصة عشية الاندفاع العربي نحو مؤتمر مدريد. حيث ربط حضوره المؤتمر بإلغاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3379 لعام 1974 الذي يعتبر الصهيونية حركة عنصرية. وقد تم له ذلك في ديسمبر 1991 . وفي هذه المرة نجده يقوم بدور الشريك الدافع والمحرض من اجل تحقيق تلك الاهداف معتمدا الخطوات الاتية :
1 ــــ اطلاق التصريحات المتتالية التي تساعد في تهيئة المناخ المناسب والمساعد على مضي الرجعية العربية في طريقها من غير تردد. وقد كان اخر هذه التصريحات ما قاله بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي يوم 9 / 3 / 2016 : ” يجب تعزيز العلاقات مع الدول العربية المعتدلة “. بينما كان الحاخام شناير خلال لقائه مع ملك البحرين اكثر وضوحا حين قال : ” «العداوة المشتركة التي تكنها الدول الخليجية وإسرائيل تجاه حزب الله ورعاته الإيرانيين يجب أن تُستغل كفرصة لإنشاء تحالف مع هذه البلدان التي كانت معادية في السابق للدولة اليهودية».
2 ـــــ الاستمرار في الكشف عن اللقاءات التي تتم مع هذه الانظمة سواء في تل ابيب او في عواصم اوربية. وكذلك زيارات المسئولين الاسرائيليين الى عواصم تلك الدول؛ للبحث في العلاقات المختلفة. وذلك من اجل تعميم مناخ الانفتاح والعلاقات الطبيعية والتطبيع من ناحية، وقطع طريق العودة على هذه الدول من ناحية اخرى. ومن الطريف ان بعض هذه الدول طلبت من الكيان عدم نشر تلك اللقاءات من اجل السترة.
3 ــــ التركيز على ايران والخطر الذي تمثله على اسرائيل والمنطقة مع اعطاء الموضوع طابعا طائفيا، من اجل تحريض هذه الانظمة ودفعها للركض تجاهه من ناحية والمشاركة في عملية التسعير الطائئفي التي تنتهجها من ناحية ثانية.
4 ــــ كما ان سلوك الطريق القانوني في البداية في موضوعة الشهيد عمر النايف لم تكن إلا محاولة لخلق اسس قانونية وسوابق قانونية تتقاطع مع ما تفكر فيه وتخطط له دول الرجعية العربية.
وإجمالا فان اسرائيل تحاول الاستفادة من اللحظة بأقصى درجة ممكنة، وفي يقينها ان المسار الذي تمضي فيه الدول العربية الرجعية اذا لم ينجح واستحال تحقيقه وتحولها الى صديق للعرب .. فإنها تدرك ان مثل هكذا خطوات تساهم بشكل كبير في تفتيت الوعي والعقل العربي. أي انها ستكون المستفيدة في الحالتين.
رابعا : آليات الاستهداف
ان اصرار قوى الرجعية العربية على نقل صراعها مع محور المقاومة والممانعة الى مستوى حد أقصي يقود الى تغييرات استراتيجية نوعية في المنطقة ، يستدعى صياغة الاليات التي تمكن من الوصول الى هذه الغاية. والتي تتلخص فيما يلي:
أولا : وهي ذات الاليات التي اتبعت في ادارة الصراع مع سوريا. حيث يطبخ القرار في المطبخ الخليجي ثم يتم زرعه في مؤسسات الجامعة العربية؛ من اجل تحويله الى قرار عربي يتم ترويجه بعد ذلك في المنظمات الدولية. ومن الجلي ان التوجه سيمضي نحو بعض المنظمات الاقليمية والدولية ذات الطابع القانوني والحقوقي وهو امر يتفق ونوعية الاهداف المرجو تحقيقها والتي سبق الاشارة اليها .
ثانيا : العمل على “توسيع مواجهة حزب الله قدر الإمكان في العالم العربي» حسب ملك البحرين في اللقاء الذي سبق الاشارة اليه. ومن الملاحظ ان العمل في هذا الاتجاه قد بدأت ملامحه عبر الدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي الى فرض المقاطعة على المؤسسات الاقتصادية التي يفترضون انها قريبة من حزب الله. ومطالبة من يعرف مثل هذه المؤسسات او الاشخاص ان يبلغ عنها.
ثالثا : العمل على ارباك الداخل اللبناني.بما يساعد على تشكيل حالة ضغط على قوى المقاومة. وفي هذا السياق تأتي مسألة وقف معونة الجيش والضغط الاقتصادي. أي خلق رأي عام لبناني بان حزب الله هو سبب المشاكل التي تعاني منها لبنان.
رابعا : الضغط على الدول العربية التي ترفض او تتمنع عن المضي في هذا التوجه وفي هذا السياق يمكن ان نفهم توقيت هجوم داعش على مدينة بنقردان التونسية وارتفاع منسوب التهديدات الارهابية بشكل قياسي للجزائر في ذات الوقت. وهو امر يرتبط بموقفهما من بيان مجلس وزراء الداخلية العرب. وليس مجرد صدفة ان يتم تصعيد الوضع من قبل ذات القوى الارهابية وفي ذات الوقت على الحدود اللبنانية.
خامسا : محاولة الالتفاف على الوضع الفلسطيني لسحبه من المواجهة في اللحظة الراهنة. وفي هذا السياق بدأت المعلومات تتوارد عن لقاءات تتم في المغرب بإشراف السعودية وبهدف تجميد الصراع العربي الصهيوني لمدة عشرين عاما.
سادسا : التركيز على ايران وتصويرها كوحش يستعد لالتهام المنطقة. وذلك من خلال استخدام خطاب ذو نغمة قومية من ناحية، ويتأهب لفرض عقيدته وذلك باستخدام خطاب ذو طابع طائفي من ناحية ثانية، وذلك بمعزل عن اهمية ايران كمتغير اقليمي استراتيجي يشكل داعما في الصراع مع الكيان الصهيوني من ناحية ثالثة.
سابعا : توفير الوقود الايديولجي لتلك الاليات من خلال التركيز على الشديد على التحشيد وإذكاء النعرات والغرائز الطائفية.
خامسا: آليات وكيفية المواجهة
تنطلق المواجهة الناجحة لأي نوع من التهديد الوجودي وعلى أي مستوى من المستويات، من الوعي العميق بطبيعة اللحظة التي تتم فيها. ومادمنا امام لحظة تهديد سياسي مصيري، فان السمة الرئيسة لهذه اللحظة تتلخص في نقطتين: الاولى ان العالم يتغير باتجاه عالم جديد متعدد القوى والأقطاب على الصعيد الدولي. وقد كان لصمود قوى المقاومة دور رئيس في هذا التغير. ثانيا ان اللحظة هي لحظة انتصار قوى المقاومة والممانعة على المحور الامريكي الصهيوني الرجعي. بما يعنه ذلك ان اللحظة لحظتنا وان تلك القوى تحاول ان تنظم هزيمتها..ذلك يعني ان المحاصر هو الطرف الاخر وليس قوى المقاومة. ولكن دروس التاريخ علمتنا مخاطر اللحظات الاخيرة في المواجهة. ومخاطر استعجال النزول عن قمة الجبل عندما تلوح بشائر الانتصار . على ارضية هذا الوعي يمكن رسم الملامح العامة لآليات المواجهة فيما يلي:
أولا : الاستمرار في الحملة الجماهيرية على قاعدة نفي ودحض تلك الخزعبلات. مع الأخذ بعين الاعتبار بناء الخطاب ارتباطا بطبيعة ونوعية الجمهور الذي تتم مخاطبته والذي ينقسم الى ثلاثة اصناف:
1 ـــــ جمهور ضد … مع : وهو جمهور المقاومة الذي يقف بصلابة ضد مثل هكذا تصنيفات من جانب ويقف الى جانب المقاومة ومعها من غير تحفظ. وهدف مخاطبته هو تثبيت قناعاته وتعبئته وتحفيزه على المواجهة. وبمعنى ادق هو خطاب تعبوي تحريضي. سجل نتائج مباشرة على الرغم ان هذا الجمهور وبسليقة الانتماء بادر بالتحرك منذ اللحظة الاولى واستطاع ان يسجل بعض الانتصارات.
2 ــــ جمهور ضد ….. لكن : وهو جمهور المنطقة الرمادية المرتبك. الذي وقف ضد مجلس وزراء الداخلية العرب وفي ذات الوقت راح يسجل الملاحظات على حزب الله خاصة وجوده في سوريا. ومن الملاحظ ان المسار السياسي لهذا الطرح لا يقود فقط الى تبرير القرار في النهاية بل الى اجهاض فكرة المقاومة في حد ذاتها. ومثل هذا الجمهور دائما هو موضوع الصراع بين الاطراف المتناقضة حيث يتم كل طرف بمحاولة جذبه . ويحتاج الأمر هنا الى خطاب تفسيري وتوضيحي من اجل شل لكن وما بعدها.
3 ــــــ جمهور مع ……. ضد : وهو جمهور الخصم الذي يقف مع القرار وينحاز ضد المقاومة في خط مستقيم وهذا الجمهور يستدعي الامر ارباكه وتفتيت قناعاته.
ثانيا : مواجهة تجارة المواقف السياسية على المستوى الرسمي العربي. فقد بات من الواضح ان دولا تمضي خلف المحور الخليجي الرجعي طمعا او خوفا اقتصاديا. وهي انظمة مغلوبة على امرها ولكن موقفها اصبح يشكل ضررا وخطرا. ويستدعي الأمر التحرك نحوها لشرح الموقف وتوضيح ابعاده وتفاصيله وتبصيرها بحقيقة الوضع الاقتصادي للدول الخليجية. والبحث في سبل دعمها اقتصاديا بشكل تشاركي وبعيد عن الاستغلال الدعائي لذلك.
ثالثا : البحث مع الدول التي تتحفظ على القرار او ترفضه وتكتفي بذلك من زاوية ان النتائج الاستراتيجية لمثل هذه القرارات والتصنيفات من الخطورة التي تستدعي تحركها لمنع المتاجرة بالموقف العربي في المنظمات الدولية. لان الامر في مساره ونتائجه يتجاوز بكثير ديمقراطية الجامعة العربية. وفي هذا الجانب يمكن لهذه الدول ان تكون احد ادوات التأثير الايجابي على الدول التي تنجر خلف المحور الخليجي الرجعي.
رابعا : التحرك على مستوى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وبعض الدول لقطع الطريق على تسويق هذه القرارات وعدم الانتظار للدعاية المضادة في اللحظة الاخيرة.
خامسا : القيام بحملة مكثفة يتولى مسؤوليتها مثقفي المقاومة لإحياء الوعي المقاوم بعمقه وشموليته بعيدا عن الاصطفاف العاطفي السطحي في كثير من الاحيان. وكذلك بدء حملة اعادة طرح وبقوة للأحكام الدولية المعروفة التي تعرف العدوان وتمنح المقاومة حقها المشروع في النضال ضد العدوان وبكافة الاشكال.
سادسا : ضرورة مشاركة المقاومة الفلسطينية في هذه المواجهة لان السعي لتجريم المقاومة لا يقتصر في حقيقة الأمر على حزب الله وإنما يشمل الجميع بل ان النتائج الاستراتيجية التي يريدون الوصول اليها تستهدف المقاومة الفلسطينية بالأساس. وفي هذا الصدد بات موقف ممثلي السلطة الفلسطينية في الاجتماعات الرسمية العربية يمثل ثغرة لابد من اقفالها. بما يستدعيه ذلك من موقف واضح تجاه ذلك من المقاومة الفلسطينية.
خاتمة
يمثل ما طرحناه تصورا عاما ومحاولة للمشاركة والمساهمة بقدر المستطاع في شحذ الوعي بالمخاطر المحدقة بنا، وفهم الكيفية التي تخطط بها القوى المعادية، والبحث عن انجع السبل التي تضمن مواجهة ناجعة في لحظة تحولات مصيرية
*مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء