كثيرة هى الصور التى يلجأ اليها المطبعون ليجعلوا من التطبيع امرا واقعا معتادا يتعايش معه الناس ويقبلون به.
وإن كان التطبيع السياسى هو الابرز والاكثر وضوحا لأن الخطوات فيه لاتخفى ولايمكن التغطية عليها بأى شيء فان هناك خطوات اخرى قد لاينتبه لها الناس فى البداية ولا يميزون سريعا بينها وبين غيرها من الخطوات الغير مشبوهة، وهذه التى يقدمون عليها تؤدى فى النهاية الى الوقوع فى مستنقع التطبيع الآسن، ومن يقفون وراءها وينفذونها فى الغالب يريدون الوصول الى هذه النتيجة لكن كثير من الناس يغفلون عن معرفة دلالات ما يقومون به ولاينتبهون الى ان ذلك يجرهم الى التطبيع ويوقعهم فى مستنقعه الآسن دون ان يعرفوا ذلك .
وكثيرة هى المواضيع التى يخفى على الناس انها تؤدى الى التطبيع ويمضون فيها بدون وعى الى ان يقعوا فى المحظور، من هذه الامور الفنون والدراما المشبوهة التى يتم انتاجها وعرضها فى بعض الفضائيات التى تسعى للتطبيع والترويج له وجعله واقعا معاشا بين الناس، وعلى رأس هذه القنوات التى تقود الناس سرا وبصورة غير مباشرة الى التطبيع وفرض ثقافته وجعلها امرا اعتياديا فى المجتمع، من هذه القنوات تلك الممولة سعوديا ونقف اليوم مع قناة MBC والعمل الدرامى الذى تبثه فى هذا الشهر الكريم وهو مسلسل ام هرون الذى اجمع النقاد وكثير من المواطنين العاديين انه عمل تطبيعى واضح ولايحتاج المرء الى كبير جهد لمعرفة ذلك ،
ولم يأت اختيار الممثلة الكويتية حياة الفهد من فراغ للعب الدور الداعى للتطبيع والترويج لليهود وانما جاء ذلك لإرباك الموقف الكويتي البارز من بين دول الخليج المناهض للتطبيع والواقف بحزم ضد التماهى مع الصهاينة الذى يقف معه بقوة ويؤيده قادة الخليج وابرزهم محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، ولا نستثنى حكومة البحرين وإن كانت هذه لاتصنف مستقلة وانما تتبع للرياض، اضف الى ذلك مواقف كل من قطر وسلطنة عمان التى استقبلت الجزار نتنياهو علنا قبل مدة قريبة .
كويتيون انتقدوا قناة MBC واعتبروها بعملها هذا تروج للعلاقات العلنية مع الكيان الاسرائيلي عبر الدراما.
اخرون اعتبروا مسلسل أم هارون خطوة تطبيعية يتخذها الإعلام السعودي مع الكيان الإسرائيلي، ضمن خطة محكمة من قبل الإعلام السعودي لطي صفحة العداء مع “إسرائيل”.
وهذا المسلسل هو الثاني الذي تقوم به القناة، بعد مسلسل “حارة اليهود” الذي تم بثه في العام الماضي، وما يحمله كلا المسلسلين من مغالطات تاريخية وتزوير صريح ووقح للغاية لحقيقة الأحداث.
انها السعودية التى توظف كل امكانياتها وتسخر كل ادواتها من اجل التطبيع وجعله امرا طبيعيا لدى العرب والمسلمين.