بقلم محمد النوباني |
بداية لا بد من الإشارة إلى ان الإحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين للانتصار على النازية والفاشية في عام الكورونا 2020 له اهمية خاصة لأنه يأتي في ظل حرب عالمية تخوضها كل البشرية مع هذا الوباء من ناحية وفي ظل وجود أخطار فعلية لتكرار صعود فاشية جديدة تشكل خطراً على البشرية بقيادة الشعبوي العنصري الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي وصف الفيلسوف والمفكر الامريكي ناعوم تشومسكي خطاباته بانها تشبه تلك الخطابات التي كان يلقيها الزعيم النازي ادولف هتلر من ناحية ثانية الامر الذي يتطلب جهدا دولياً مشتركاً لمواجهة هذين الوبائين الخطيرين.
أما بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين ضحايا الاحتلال والعنصرية الصهيونية المدعومة امريكياً فإن الإحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لنهاية الحرب العالمية الثانية والإنتصار على النازية يعطينا الامل والثقة بحتمية الإنتصار على الإحتلال وعلى صفقة القرن الهادفة إلى إقتلاعنا من ارضنا وترحيلنا عن وطننا وتوطيننا في كندا كما بشرنا بالامس سفير اسرائيل الكبرى امريكا في اسرائيل الصغرى الخاخام المستوطن ديفيد فريدمان.
عود على بدء فإن الحديث عن الحرب العالمية الثانية في ذكرى نهايتها الخامسة والسبعين لا يمكن ان يكتمل من دون التطرق إلى حقيقة تاريخية مهمة وهي أن النصر على النازية
في الحرب العالمية الثانية(1939-1945) لم يكن ليتحقق لولا التضحيات الكبيرة والهائلة التي قدمتها شعوب العالم في المعركة ضد النازية وفي المقدمة منها للشعب الروسي وشعوب الإتحاد السوفياتي وجيشهم الاحمر الذي اضطلع بالدور الحاسم في تحقيق ذلك النصر التاريخي.
فالمعارك الحاسمة في تلك ألحرب ومنذ أن إجتاحت الجيوش الالمانية اراضي الإتحاد السوفياتي السابق في 22 حزيران 1941 مثل معارك موسكو وستالينغراد ولينينغراد وكورسك وبرلين جرت بين الجيشين الالماني والأحمر كما إن الجيش الاحمر هو الذي إضطلع بالدور الأساس في الحاق الهزيمة بالعسكرية اليابانية.
ويكفي ان نشير بهذا الصدد إلى أن خسائر السوفيات البشرية في تلك الحرب تراوحت بين 20-27 مليوناً من اصل 62- 78 مليوناً سقطوا من كل شعوب العالم اي أن ثلث الضحايا كانوا من الاتحاد السوفياتي السابق.
وفي هذا الإطار لا بد من الإشارة ايضاً إلى مسألتين مهمتين بخصوص الدور الامريكي في الحرب العالمية الثانية الآولى أن الولايات المتحدة دخلت تلك الحرب في نهايتها لكي تشارك في قطف الثمار وهذا ما حصل فعلاً والثانية أنها الحقت أذى كبيراً بالشعب الياباني في إرتكابها لجريمتين ضد الأنسانية وهما جريمتي القاء القنبلتين النويتين على ناغازاكي وهيروشيما من دون ان يكون لذلك اية ضرورة عسكرية بل لمجرد رغبة الرئيس الامريكي آنذاك هاري ترومان بالانتقام من إذلال (بير هاربر )ولتجريب السلاح الذري على البشر لأن العسكريين اليابانيين كانوا على وشك الإستسلام للجيش الاحمر. كما تشير كل الحقائق التاريخية.
في الختام تحية إجلال وإكبار وإحترام لكل من ساهم في دحر النازية ولكل من سيساهم في دحر إمبراطورية الشر الولايات المتحدة الامريكية التي هي اليوم في ظل قيادة ترامب اخطر على البشرية ومستقبلها من المانيا النازية.