الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

صفعة أحفاد المختار لأردوغان!…بقلم د.تركي صقر

لم تمض ساعات على تبجحات أردوغان التي قال فيها أنه “يساعد أحفاد عمر المختار في ليبيا” حتى انفجرت في وجهه موجةً من الردود الغاضبة، أولها بيانُ استنكار شديد من قبيلة المنفة شرقي البلاد التي ينتمي إليها المجاهد العربي الليبي الكبير، وقالت القبيلة في بيانها: إن الطائرات التركية هي من يقتل أحفاد المختار، مبديةً استغرابها من وقاحة أردوغان، وهو من يُرسل آلاف المرتزقة والإرهابيين ليحتل ليبيا ويسفك دماء أبنائها.

وظن أردوغان الذي سرق مصانع حلب وآثار سورية ومحاصيلها أنه يمكن أن يسرق التاريخ والجغرافيا في ليبيا ويسخر اسم أيقونة النضال العربي والليبي عمر المختار لخدمة أهدافه الدنيئة، فجاءته على الفور صفعة قوية من أحفاد هذا المناضل ومن جميع أبناء القبائل الليبية الذين وصفوه بــ«المختل» وأنه لا يشرّفُهم أن يصطفوا مع محتلٍ عُثماني يحلم بعودة السلطنة العثمانية إلى ليبيا، التي ارتوت رمالُها بدماء الأجداد المجاهدين وأعادوا للأذهان خيانة الدولة العثمانية لليبيا عندما باعتها لإيطاليا في «معاهدة أوشي لوزان» تشرين الأول عام 1912 ويتبجّح أردوغان كذباً اليوم “بالوقوف إلى جانب الليبيين”، وهذا ليس إلا للاستيلاء على خيرات ليبيا ومواردِها النفطية وغير النفطية في البر والبحر.

ويبدو أن جنون العظمة جعل أردوغان يعتقد أن أكاذيبه يمكن أن تنطلي على الليبيين وتنسيهم التاريخ الأسود لأجداده العثمانيين, فقد بين المؤرّخ والأكاديمي الليبي الدكتور وليد شعيب أستاذ التاريخ بجامعة طبرق، بالوثائق رداً على تصريحات أردوغان الأخيرة وادّعاءاته المستمرّة في “سعي تركيا لحماية الليبيين وأرضهم” أن البعض من نواب البرلمان التركي والقادة الأتراك في عهد الاحتلال العثماني، تلقّوا رشاً من الإيطاليين للتخلي رسمياً عن ليبيا لمصلحة الاحتلال الفاشي أبرزُهم السفيرُ التركي في إيطاليا ورئيس الوزراء فيما بعد، حقّي باشا.

ومهما حاول أردوغان أن يزور الحقائق ويستنجد بالرموز التاريخية فلن يستطيع أن يغطي على أطماعه وشدة جشعه وأحلامه المريضة في إعادة “أمجاد” السلطنة العثمانية البائدة بمشروعها “الإخواني” الظلامي المرفوض والمنبوذ من ليبيا والبلدان العربية كلها.

tu.saqr@gmail.com

 

شاهد أيضاً

كتب د. تركي صقر: إفريقيا تتحرر

كشفت الانقلابات التي حدثت في القارة الإفريقية وآخرها انقلاب الغابون أن زمن الاستعمار قد ولى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024