ليس الحل في الحكومات وإنما في كسر التبعيات، ليس الحل في الأسماء و التركيبات وإنما في وقف التبعية المفرطة التي تخطف منا حجما متزايدا من جسد الوطن وفي عدة مجالات…
من يريد أن يوضح حقيقة خطه ويوضح للتونسيين ما يحدث ويتدبر حلا لتونس، عليه في القريب القريب حسم ملفات الخارجية القاتلة ليصبح أي وضع مهما خرج عن السيطرة أو تلبسه الانسداد وضعا قابلا للتجاوز مهما كان ما سوف يأتي…
إن قاطرة السياسة الخارجية هي التي تجر تونس بحماسة جهات عديدة نحو الهاوية. وان الخارج لم يعد محددا رئيسيا للداخل في عصر لا داخل ولا خارج فيه إلا على سبيل التمييز، بل أصبح هذا الخارج محتلا بالكامل للداخل ومهيمنا ومسيطرا عليه وباقذر الأدوات واشدها عدوانية، إلا من رحم ربي.
بإمكاننا أن نقول أي شيء عن صراع هذا أو ذاك أو عن مصلحة هذا أو ذاك أو عن تدخل هذا أو ذاك لمجرد توظيف وقتي إما في الخراب أو في النهب والاستخدام لأسباب أمنية واقتصادية.
بالمقابل، سموا لي بلدا له تاريخ ومصلحة مباشرة في العلاقات مع تونس والتدخل فيها لا يستفيد من وضعنا وعلى حسابنا…
سموا لي بلدا يثق في بلدنا أمنيا أو اقتصاديا…
سموا لي بلدا من بين هؤلاء يرغب حقيقة في نظام الحكم الحالي في تونس لمصلحة تونسية فعلية أو لاحترام فعلي أو لتعاون فعلي…
سموا لي حتى من يستعمل تونس استعمالا مفيدا لها…
سموا لي بلدا من البلدان المذكورة يريد الخير لتونس هذا دون أن نتحدث عن الشركات والشبكات إلى جانب الدول…
لا تحدثونا عن الجزائر مطلقا أو نسبيا…
وانتظروا مع المنتظرين وتلهوا بغبار وأوهام المعارك المزعومة حتى يحصل ما يحصل.