الإثنين , 25 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

فلسطين أقرب والنيل أهم ولكن رائحة نفط ليبيا تزكم الأنوف!؟…بقلم محمد النوباني

أكد وزير وزير الخارجية الاثيوبي جيدو إندر حاشو بأن تعبئة سد النهضة غيّر الجغرافيا السياسية للمنطقة وقال متحدياً في تغريدة على تويتر “النيل لنا” في إشارة منه إلى ان اثيوبيا باتت هي صاحبة الكلمة العليا في القارة الأفريقية وهي التي أصبحت تتحكم بتوزيع مياه النيل على الدول التي يجري فيها حسب مزاجها.
هذه العربدة الإثيوبية ألمستهترة بمصر سببها في المقام الاول الحكام الذين تعاقبوا على حكم مصر بعد عبد الناصر من السادات وصولا الى السيسي الذين أضعفوا مصر وجردوها من مكامن قوتها وحولوها الى دولة هامشية ضعيفة تقاد من الرياض وأبوظبي وتخضع لإملاءاتهما السياسية بعد ان كانت في زمن عبد الناصر قائدة ورائدة وزعيمة للعالم العربي ولحركة عدم الانحياز وكلمتها مسموعة في العالم أجمع.
وللدلالة على ما اقول فقد قارنت مؤخراً  ببن نوعين من ردود الفعل الإثيوبية على الموقف المصري من موضوع اقامة سد على نهر النيل الاولى زمن عبد الناصر حين تناهى الى سمع الزعبم ان اثيوبيا تنوي اقامة سد على النيل الازرق فهاتف امبراطورها هيلاسيلاسي طالباً منه الحضور إلى القاهرة على جناح السرعة، فطار فوراً إلى هناك ووقف منحنياً امام الزعيم الخالد جمال عبد الناصر طالباً منه الصفح ومتعهداً بعدم تكرار طرح الموصوع مجدداً فيما سمع المصريون ايام السيسي بخبر البدء بملء خزانات سد النهضة من وسائل الإعلام.
ومن الفارقات اللافتة في زمن الضعف والهوان انه وعلى الرغم من ان ما اقدمت علبه اثيوبيا من تعبئة لخزانات سد النهضة والبحيرة الملحقة به من دون إتفاق مع مصر هو اكثر خطورة بكثير مما يجري في لببيا بل ويرتقي إلى مستوى الخطر الوجودي لانه سوف يؤدي في النهاية إلى تعطيش وتجويع الشعب المصري وتدمير أمنه المائي والغذائي وتصحر بلاده إلا ان البرلمان المصري فوّض السيسي بالتدخل عسكرياً في ليبيا فيما لم يتحدث عن الخطر الأثيوبي لا من قريب ولا من بعيد وكأن سد النهضة لا يعنيه.
السؤال لماذا لم يعتبر البرلمان المصري ما اقدمت عليه اثيوبيا من ملء لخزانات وبحيرة سد النهضة تهدبداً للامن القومي المصري وبناء على ذلك يفوض السيسي بالقيام بعمل عسكري ضد اثيوبيا  في حين اعتبر ما يجري في ليبيا في منطقة ليبية تبعد عن مصر 1500 كم خطا أحمر وتهديدا استراتيجياً ًللامن القومي المصري؟.
الجواب ليس صعباً وله علاقة برائحة النفط التي هي عند البعض اهم من فلسطين ومصر والأمر لا يحتاج إلى مزيد من التوضيح،.
ولكن أخشى ما أخشاه أن تفلح الضغوط السعودية والاماراتية في دفع نظام السيسي للتدخل عسكرياً في ليبيا مما سيؤدي الى توريط الجيش المصري في حرب عصابات جديدة تؤدي إلى تدميره، على اعتبار ان ذلك هو هدف اعداء مصر رغم كامب ديفيد.

شاهد أيضاً

كتب ناصر قنديل: لماذا تخسر مصر معاركها…ومَنْ يورِّطها في الرهانات الخاطئة؟

– خلال تسلُّم الإخوان المسلمين الحكم في مصر، شكّل الجيش المصري الضامن لموقع مصر الاستراتيجي …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024