مع إقدام الطائرات الحربية الأمريكية على اعتراض طائرة مدنية إيرانية فوق الأجواء السورية وتعريض ركابها للخطر وبعضهم قد سالت دماؤه جراء الحادث تكون إدارة ترامب قد بلغت حداً من الوحشية في ارتكاب جرائم ضد حياة الناس الأبرياء تفوق الوصف من دون رادع أخلاقي أو اعتبار للقوانين الدولية وعلى الأخص قوانين الملاحة الجوية وحماية خطوط الطيران الدولية التي لا يسمح بمساسها بأي شكل من الأشكال.
هذه القرصنة الجوية الخطيرة التي تمت بالتنسيق ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني غير مسبوقة وتفتح الباب لأخطار جسيمة على الأمن العالمي فهل هي تحرشات رعناء بإيران لدفعها إلى حرب استنزاف؟ ويبدو أنها تحرشات مباشرة جاءت بعد سلسلة تفجيرات في منشآت إيرانية لمنع إيران عن المضي بمشروعها النووي السلمي ومشاريعها العلمية التي أوصلتها إلى نادي الدول المتقدمة في كل الميادين.
ليس خافياً على أحد أن الكيان الصهيوني وإدارة ترامب يمران بحالة من التوتر والتأزم ويريدان الهروب إلى الأمام وتصدير أزماتهما إلى الخارج فـ”نتنياهو” يتخبط داخلياً ويعجز عن تشكيل “الحكومة” منذ مدة طويلة وترامب تزداد عصبيته مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وتعم الاضطرابات ضد عنصريته كل الولايات وإدارته تفشل في الحد من تفشي جائحة كورونا التي سجلت في الولايات المتحدة أعلى الأرقام العالمية، ويظن الطرفان أن مثل هذه التحرشات بإيران وتسعير النزاع مع الصين يمكن أن تصرف الأنظار عن مشكلاتهما الداخلية العميقة.
لقد لاقت هذه الأعمال العدوانية الخرقاء والقرصنة الوحشية ضد ركاب الطائرة الإيرانية المدنية تنديداً عالمياً واسعاً وشجباً لتصرفات غير مسؤولة زادت من غضب المجتمع الدولي على السياسة الأمريكية التي أضحت مصدراً لزعزعة الاستقرار في كل مكان من العالم.
لن تستطيع هذه الروح العدوانية المتزايدة في واشنطن وتل أبيب ضد إيران أن تؤثر على قوتها وثباتها على المواقف ولن تغير في موازين القوى التي مالت لصالحها ولصالح قوى المقاومة, ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء بعد رصيد الإنجازات الكبير على أرض الواقع.
tu.saqr@gmail.com