الأحد , 24 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

الاتفاق الاسرائيلي-الإماراتي لتسويق ترامب ونتنياهوإنتخابياً ولتمكين محمد دحلان فلسطينيا ولعقد اتفاقات مماثلة قريبة مع البحرين وعمان والسعودية

بداية لا بد من ألإشارة إلى حقيقة في غاية الاهمية وهي أن ما يسمى بدولة الإمارات العربية لم تكن لتجرؤ على توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل وتبادل العلاقات الدبلوماسية معها لولا أن عرباً آخرين سبقوها بتوقيع كامب ديفيد وآسلو ووادي عربة رغم كل ما جرته تلك الإتفاقات على شعوبنا العربية بسكل عام وعلى شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة من مصائب وكوارث وويلات بشكل خاص..
وبعد ذلك لا بد من إعادة التأكيد على حقيقة لا تقل عنها اهمية وهي ان حكومة الثنائي نتنياهو-جانتس الصهيونية لم تلغ قرارها القاضي بضم المستوطنات والاغوار إلى السيادة الاسرائيلية لان الإمارات الزمتها بذلك بموجب الإتفاق الثلاثي كما زعمت الاخيرة في البيان الذي أصدرته الخميس بهذا الخصوص.
فهذا كذب وإفتراء وذر للرماد في العيون الهدف منه إعطاء “كريديت وطني مزعوم لحكام الإمارات وصنيعتهم محمد دحلان لتولي مقاليد الامور في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ بدعم إسرائيلي،وهذا ما أوضحه نتنياهو حينما اكد في وقت لاحق من مساء الخميس.د ان ما تم هو تأجيل لقرار الضم وليس إلغاءاً له
بكلمات اخرى فعلى رأس اجندة الإتفاق الإماراتي الإسرائيلي تمرير صفقة القرن التصفوية من ناحية وتحسين فرص فوزه ترامب في استحقاق الثالث من تشرين ثاني نوفمبر القادم الإنتخابي وكذلك رفع شعبية نتنياهو التي تراجعت كثيراً بسبب سوء إدارته لأزمة كورونا والمطارات الشعبية غير المسبوقة المطالبة بإستقالته.وليس لها علاقة على الإطلاق بتحقيق العدالة للسعب الفلسطيني
ولكي نضع النقاط على الحروف اكثر فإن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار بإن قرار تأجيل الضم ولا اقول إلغاؤه له علاقة بضغوط قوية مارستها رموز صهيونية فاعلة ومؤثرة في الولايات المتحدة الامريكية مثل الصهيوني دينيس روس المبعوث الامريكي ألسابق لعملية السلام في الشرق الاوسط والصحفي الصهيوني الامريكي المخضرم توماس فريدمان ،الذي صاغ ما يسمى بمبادرة السلام العربية للأمير السعودي الراحل فهد الذي اصبح ملكاً فيما بعد،على الرئيس ترامب مما حدا به إلى عدم إعطاء الضوء الأخضر لنتنياهو لتنفيذ عملية الضم في ألموعد الذي كان مقرراً سابقاً وتأجيله إلى موعد لاحق
فهؤلاء الصهاينة يعتقدون ان الضم المتسرع ولاعتبارات إنتخابية وسياسية ضيقة لكل من ترامب ونتنياهو من شأنه أن يشكل خطراُ وجودياُ على إسرائيل حيث سيؤدي إلى موت آوسلو وإنهيار السلطة الفلسطينية مما سيضع اسرائيل امام مخاطر حقيقية من ناحية وإلى إغراق اسرائيل بالمزيد من الفلسطينيين مما سيؤدي إلى تهديد يهوديتها وتحولها مع الزمن الى دولة ثنائية القومية من ناحية ثانية.
وأذكر بهذا الصدد ان بعض المفكرين الصهاينة لا سيما في الولايات المتحدة الامريكية رفضوا الضم ليس لانهم يؤيدون إقامة دولة فلسطينية إلى جانب اسرائيل وإنما لانهم يعتقدون بانه يعرإندماج إسرائيل مع محيطها العربي وهو أمر ضروري لبقائها كما ان هناك آخرون إعربوا عن الخشية من ان أيديولوجيا ترامب الصهيو-مسيحية الإنجيلية وأوهام عودة المسيح المنتظر ألذي سيقود معركة “همرجديون “التي ستجري في سهل مجدو في فلسطين، وهو الأمر الذي دفعه للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية إليها قد تكون له نتائج ضارة لانه قد يؤلب العرب والمسلمين علبها،ولذلك فإنهم لم يكونوا متحمسين لما فعله.
عود على بدء فإن قرار الإمارات اليوم والذي بجيئ متزامناً مع المؤامرة التي تستهدف المقاومة في لبنان ومع التصعيد الاسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة فإن له عدة اهداف منها اشعال الساحة اللبنانية وتعويم محمد دحلان فلسطينباً وتمهيد الأجواء لعقد إتفاقيات مماثلة ببن اسرائيل وكل من البحرين وعمان والسعودية.
بقي القول ان هذا الإتفاق سوف يعمق الفرز الإستراتيجي في المنطقة ببن خط المقاومة من جهة وخط التسوية من جهة أخرى مما سيجهز على المواقف الوسطية والرمادية ويعطي دفعة قوية لإجتثاث نهج التسوية من جذوره

شاهد أيضاً

المطبعون العرب.. شركاء في حرب ابادة غزة…بقلم ميلاد عمر المزوغي

على ايام حكم العسكر, والتفرد بالسلطة لم نشهد انحطاطا في شتى المجالات كما نشهده اليوم, …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024