خطبَ اليوم رجلٌ من طراز خاص، سكت العالم وراح يسمع ما يقول. هذا الرجل يعرفُ ما يريد. يدرك ما يدور. يحيط بما يُدبَّر. فتجري الكلمات على لسانه، واضحة دقيقة منحوتة.
قبل ما يقرب من عقد ونصف خاض حرباً شرسة، كان وحيداً وكان العالم ضده. إسرائيل المتوحشة، أمريكا المتغطرسة، الغرب الماكر، وحكومات العرب التابعة.
كان زحف الجيش عليه مرعباً. جيش لا يُهزم، دباباته كأنها ظهور الشياطين، مدافعه مثل فم التنين، طائراته جراد منتشر لا يحصى. وقف السيد على الأرض، رمى الزحف الهائج بنظرة واثقة، عضّ على ناجذيه، رفع راية موروثة من كربلاء. راية أضاعها الكثيرون، لكنه عثر عليها. حرّك ساريتها، فهبت عاصفة الرعد تطيح بالحديد والجراد والشيطان والتنين.
هذا السيد يحمل شيئاً في قلبه، سرّ من أسرار القدماء.
هذا السيد يحفظ كلمة في صدره، مكتوبة بحبر الروح. وحبر الروح لا يجف ولا يضيع.
وهذا السيد فيه من عليّ والحسين والعباس سجايا وشمائل. وفيه من الخميني والصدر صفات. وفيه من الأرض الإرادة.
تموز القديم قبل أربعة عشر عاماً، كان جحيماً. سكب فيه السيد ماء النصر على الجنوب، فانطفأت نار العدوان، وهبت نسائم النصر تهز مروج لبنان ناعمة خفيفة باسمة……..
هذا السيد يعتمر عمامة سوداء، حين يخطب تطيح الأخريات من الرؤوس. وحين يقرر يقف الشياطين على رجل ونص، يرتجفون فرقاً منه.
هذا السيد إن كتبتَ اسمه على الفيسبوك، يغلقون صفحتك فوراً. واذا كتبتَ مقالاً، يشتمك الخائفون المعتاشون. واذا ألقيت عليه من البعد سلاماً، هاج الغضب في صدور الكارهين.
أمره عجيبٌ هذا السيد. إنه يقوى ويقوى. يمنحه الله السكينة، فينشرها بكلماته، خيمة كبيرة ينام تحتها المتعبون بهدوء.
هذا السيد يأتيه النور فيرى بوضوح، ويحفظ في قلبه الإيمان فيزداد صلابة، وينظر بعين المبدأ فيرتجف إبليس وأولياؤه من نظراته.
هذا السيد فخرٌ. هذا السيد أكبر منهم.