إنتبه الكثير من الافارقة الى ان الغربيين غير صادقين فى ادعائهم السعى لمساعدة قارتهم فى التصدى لمشاكلها وايجاد حلول لها ، سواء كانت هذه المشاكل تتمثل فى اتساع رقعة نشاط الجماعات الارهابية أو الصراعات بين الفرقاء الافارقة أو غير ذلك من المشاكل الكبرى التى تعانى منها القارة ويعجزها ايجاد حل لها ، إنتبه كثير من الافارقة الى ان الغربيين تحركهم المصالح لا القيم والمبادئ ، وانهم ليسوا إلا جماعة من اللصوص الذين يحاولون اخفاء سرقاتهم تحت شعارات براقة كمناصرة الشعوب الفقيرة ودعمها فى مواجهة الجوع والفقر والمرض والارهاب ، لكن حقيقة النوايا الغربية لم تعد خافية على الكثيرين وخصوصا فى منطقة الساحل والصحراء الذين وعوا للدور الغربى عموما الفرنسى الخبيث على وجه الخصوص الساعى الى زعزعة بلدانهم وجعلها دوما مضطربة والهاءهم بذلك عن ممارسة السرقة المنظمة لموارد القارة وخيراتها .
وهذا الحراك الذى ابتدره البعض ضد الغرب عموما وفرنسا خصوصا ، هذا الحراك الشعبى ليس جديدا وإن كان فى سبيله الى اتخاذ منحى اكثر دقة وتطورا حتى ينتشر هذا الخطاب ويعم كثير من المناطق الافريقية وتنكشف حقيقة المستعمرين الذين اتوا بوجههم الجديد.
عاصمتا النيجر ( نيامى) وبوركينافاسو (واغادوغو) سبق ان شهدتا اكثر من مرة مظاهرات عارمة تطالب برحيل فرنسا من بلدانهم ومنطقة الساحل.
وكانت موجة من الاستياء قد انتشرت ضد فرنسا فى بعض مناطق غرب أفريقيا وخصوصا مالى وبوركينافاسو وساحل العاج مع تعالى بعض الاصوات التى تتحدث عن القوة الاستعمارية القديمة التى تحاول العودة بوجه جديد ، ويسعى اصحاب هذه الدعوة الى جعل فرنسا هدفا لخطاب وطني يحذر من النوايا السيئة للفرنسيين بحق ابناء أفريقيا ، ويوضح انها ترغب في استمرار الفوضى بالمنطقة لتشغل الانظار عن سعيها لسرقة موارد القارة ، وهذه الدعوة لكشف فرنسا على حقيقتها اتسعت دائرتها وانتشرت وزادت من اشتعال العداء لفرنسا فى نفوس الافارقة ، وسبق لوزير الدفاع في بوركينا فاسو شريف سي بأن عبر عن اندهاشه من فشل فرنسا في المساعدة على وضع حد للنشاط الارهابى واتساع دائرة الفوضى فى منطقة لها وجود عسكرى فيها ، وتساءل السيد الوزير هل لباريس أولويات أخرى غير الحرب على الارهاب وتثبيت الاستقرار ووضع حد بهذه الفوضى ؟
وكان النائب فى البرلمان المالى السيد موسى ديارا قد قدم انتقادا لاذعا للدور الفرنسى بالمنطقة ودعى الى ضرورة ان ينتبه الافارقة للنوايا الفرنسية الخبيثة.
والكلام الاكثر وضوحا وأشد صراحة فى هذا الموضوع هو قول القائد البوركيني لمنظمة طوارئ الوحدة الأفريقية الشاملة هيرفي واتار الذى اوضح أن كل الدلائل تشير إلى تعاون فرنسا مع الجماعات الارهابية لجعل المنطقة غير مستقرة لتتمكن من التغطية على نهبا موارد افريقيا الخام.
وتنقل مجلة جون افريك عن محلل فى منطقة الساحل قوله إن كثيرا من الناس سئموا فرنسا لأنها لم تف بوعودها ، فضلا عن عجزها عن التواصل بشكل جيد مع الماليين.
فعلى عكس ما قاله الرئيس الفرنسى يومها (هولاند) ووزير دفاعه جان إيف لودريان قبل ست سنوات ، فإن الحرب ضد الجماعات الارهابية لا تزال بعيدة كل البعد عن النهاية.