الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

لماذا نعتقد بأن عقد معاهدات سلام مع “إسرائيل” ليس تطببعاً فقط بل مقدمة لتشكيل حركة صهيونية عربية ايضاً؟!… بقلم محمد النوباني

قبل عدة ايام أدلى د.صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية وأمين سر أللجنة ألتنفيذية لمنظمة ألتحرير الفلسطينية بتصريح صحافي أكد بأن ما يحدث من تطبيع للعلاقات وعقد إتفاقيات بين بعض ألدول العربية وإسرائيل هو مقدمة لتشكيل حركة صهيونية عربية.
وهذا التشخيص يتطابق مع قناعة كنت توصلت إليها منذ وقت بعيد وعبرت عنها في عدة مقالات نشرتها في صحف ومواقع إليكترونية عربية وفي مقدمتها “رأي اليوم” أشرت فيها إلى ان تطببع العلاقات مع اسرائيل وعقد معاهدات سلام معها وتبني مشاريع حلول سياسية للقضية الفلسطينية تنتقص من حقوق السعب الفلسطيني في وطنه و تتضمن إعترافاُ بإسرائيل على اي جزء من فلسطين التاريخية هو إعتناق للفكر الصهيوني بل هو صهيو-عربية وإسلامية.
وهذا الكلام ليس فيه تجنياً على احد فأساس الأيديولوجيا الصهيونية هو تبني الرواية والأساطير الصهيونية النورانية حول فلسطين وحق البهود في إقامة دولة فيها وارض الميعاد و الهولوكوست وعودة المسيح المنتظر ومعركة همرجديون ولذلك من يتبنى هذه الأفكار والمعتقدات هو بالضرورة صهيوني.
وبهذا المعنى فكما أن هناك صهيو-مسيحية وهناك صهيو- درزية فلماذا لا تكون هناك صهيو -عربية وصهيو-إسلامية وصهيو- هندوسية وصهيو-بوذية وصهيوالحادية؟
وللتوضيح أكثر صحيح أنه ليس بالضرورة ان يكون كل يهودي صهيونياً، لأن هناك يهود معادين للصهيونية و يرفضون الرواية الصهيونية التلمودية حول فلسطين ولكن بالضرورة ان كل عربي او أعجمي مؤيد لاسرائيل ونريد للرواية الصهيونية ويروح لها هو بالضرورة صهيونياً مهما كان انتماؤه القومي أو الديني او المذهبي.
عود على بدء فإن تغريدات ضاحي خلفان قائد شرطة دبي السابق الاخيرة التي قال فيها إن إسرائيل هي دولة عملاقة وطبيعية في المنطقة وقبلها التصريحات التي ادلى بها وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية على هامش مؤتمر دافوس الذي عقد العام الماضي على شاطئ البحر الميت في الأردن وطالب فيها العرب بضرورة طرح مبادرات تشعر الإسرائيليين الذين يعيشون وسط ٤٠٠ مليون عربي بأن لا خطر عليهم وتقديم مبادرات وعقد اتفاقات معهم لإشعارهم بالأطمئنان ، وكذلك استعداد الإمارات للمساهمة في مشاريع “هاي تك” في اراضي فلسطينية محتلة تؤكد على ما قاله صائب عريقات بان ما يجري هو مقدمة لتشكيل حركة صهيونية عربية.
ولكن ما يضعف من اهمية الموقف الذي عبر عنه عريقات ويطيح بتسعة أعشار مصداقيته دفعة واحدة ان قائله ينتمي إلى طرف سياسي فلسطيني مرتبط بإتفاقية سلام مع اسرائيل هي إتفاقية آوسلو ولذلك فقد كان لزاما عليه لو أراد إعطاء كلامه المصداقية الكاملة ان يطالب بإلغاء تلك الإتفاقية وكل ما نجم عنها وترتب علبها .

شاهد أيضاً

ماذا بعد قرار تجريم قادة الصهاينة؟…بقلم ميلاد عمر المزوغي

بفعل الجهود الجبارة التي بذلها الحكام العرب على كافة الاصعدة, تبنت الامم المتحدة اواخر القرن …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024